في مقال نشره موقع ذا كونفيرزيشن الأمريكي، يحلل البروفيسور كريستوفر تونسل الأسباب الكامنة وراء اندلاع الصراع الحالي بين عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو في السودان.
تونسل مختص في الشأن السوداني، ويشغل حاليا منصب نائب رئيس برنامج الدراسات الإفريقية في جامعة واشنطن. حسب رأيه، فإن القتال الذي احتدم بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في 15 نيسان/ أبريل سبقه صراع على السلطة كان يدور منذ زمن، بسبب محاولة قوات الدعم السريع وضع أيديها على ثروات السودان، وفي مقدمتها مناجم الذهب.
يعطي تونسل نبذة عن صعود محمد حمدان دقلو إبان حكم عمر البشير من قائد لقوات الجنجويد المتهمة بارتكاب جرائم فظيعة في إقليم دارفور إلى قائد قوات الدعم السريع ذات النفوذ الواسع، كذلك يتطرق الكاتب أيضا إلى عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش الذي قمع الحركة المطالبة بالديمقراطية في السودان ليصبح هو الحاكم الفعلي للبلاد.
صراع شخصي على السلطة
يقول تونسل إن كلا الرجلين عقبة في طريق السودان إلى الديمقراطية، وحسب نظرية هذا الأكاديمي الأمريكي فإن الأمر هو صراع شخصي على السلطة بين هذين الرجلين. ويضيف البروفيسور المتخصص في الشأن السوداني أن الانتقال الديمقراطي الذي وُعد به السودانيون، والانتخابات التي كان من المخطط أن تقام أواخر 2023، أصبحت بعيد المنال بعد اندلاع العنف مجددا. حيث لا يبدو، حسب تونسل، أن البرهان أو دقلو مستعدان للتخلي عن السلطة.
يستشهد تونسل هنا بالمثل الأفريقي المعروف: "عندما تتصارع الفيلة، فإن ما يُداس هو العشب". أي أن ضحية الصراع الشخصي بين هذين القائدين العسكريين هو المسار الديمقراطي وحق الشعب في انتخاب السلطة الحاكمة.
الصراع قد يمتد إلى المنطقة بأكملها
الأمر ليس صراعا عقائديا وليس له علاقة بالتوجهات السياسية أو الدينية للرجلين، الصراع ليس بين حزبين سياسيين يقاتل أحدهما الآخر. يتابع تونسل: "بعض المراقبين يفسرون ما يحدث في السودان ـ وهذا صحيح في رأيي ـ على أنه معركة بين رجلين يحاولان يائسيْن ألا يُطردا من أروقة السلطة من خلال انتقال إلى حكومة منتخبة."
في خاتمة مقاله، يحذر تونسل من أن هذا الصراع الشخصي قد يتصاعد ويغرق المنطقة بأكملها في حالة من عدم الاستقرار، حيث لا يبدو أن البرهان أو دقلو مستعد للاستسلام.