أكد شهود عيان جنوب الخرطوم عن وقوع "قتال عنيف جدا وإطلاق نار كثيف في الشارع كل بضع دقائق منذ الصباح الباكر". ومع دخول المعارك أسبوعها الثالث، لا تزال العائلات في العاصمة البالغ عدد سكانها حوالي خمسة ملايين نسمة، وضواحيها تعاني من نقص الغذاء والمياه والكهرباء.
في ظل تردي الأوضاع الأمنية التي يشهدها السودان على خلفية استمرار الفوضى التي أغرقت البلاد منذ انفجار الصراع الدامي على السلطة في أبريل-نيسان بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، وهي الفوضى التي أوقعت الحرب ما لا يقل عن 528 قتيلا و4599 جريحا، وفق الأرقام التي أعلنتها وزارة الصحة مؤخرا، بينما يُرجح آخرون أن تكون الحصيلة أعلى من ذلك بكثير.
السودانيون ورغم الوضع المأساوي قرروا التضامن مع بعضهم البعض وتقديم العون للفارين من المعارك على غرار السيدة نعمات جبل سيد حسن التي أشرفت بنفسها على تحضير الخبز، وتقديمه للاجئين الذين يعبرون وادي حلفا قرب الحدود مع مصر بين الحين والآخر. أعربت السيدة نعمات جبل سيد حسن عن أملها في أن تتحسن الأوضاع وأن تتوصل الأطراف المتاحرة إلى اتفاق سلام في البلاد.
"نحن في وادي حلفا وأهل وادي حلفا يُرحبون بالضيوف. نرحب بأهلنا وجميع الناس. الأبواب مفتوحة والمدارس مفتوحة والمساجد مفتوحة. البلد سيرحب بأي ضيف يأتي إلينا. نتمنى من الله أن تتوقف الحروب وأن يتفق الطرفان على حل للوضع وحل للوطن وإنقاذ شبابنا وإصلاح أوضاعنا وأوضاع المسلمين. وأبواب بيوتنا مفتوحة وسنرحب بأي ضيف يأتي إلينا، الكرم موجود والخير موجود"، قالت السيدة نعمات جبل سيد حسن التي تقطن بوادي حلفا.
وأكد شهود عيان جنوب الخرطوم عن وقوع "قتال عنيف جدا وإطلاق نار كثيف في الشارع كل بضع دقائق منذ الصباح الباكر". ومع دخول المعارك أسبوعها الثالث، لا تزال العائلات في العاصمة البالغ عدد سكانها حوالي خمسة ملايين نسمة، وضواحيها تعاني من نقص الغذاء والمياه والكهرباء والسيولة النقدية ويقبع الكثيرون منهم في المنازل. ونزح عشرات آلاف الأشخاص في الداخل أو إلى البلدان المجاورة في رحلات شاقة إلى تشاد أو مصر أو جنوب السودان أو إثيوبيا للفرار من المعارك، فيما تنظم عدة دول أجنبية وعربية عمليات إجلاء واسعة.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أكد متحدثا لوسائل إعلامية أنه "من غير المنطقي الاستمرار في التناحر على السلطة عندما تنهار البلاد". وقد تمّ الاتفاق يوم الخميس على وقف إطلاق النار الأخير الذي استمر ثلاثة أيام، بعد وساطة بقيادة الولايات المتحدة والسعودية والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.