هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية
خلال زيارة روتينية لطفل لدى طبيبة أطفال، ادعت والدته أن الطبيبة تحدثت معه عن مساوئ الحرب. بناءً على هذا الادعاء، تواجه الطبيبة عقوبة السجن رغم إنكارها للأمر، وهو ما أثار استياء مناصريها، الذين وصفوا العقوبة بأنها غير مبررة. كما عبر محاميها عن استنكاره للعقوبة، واصفًا إياها بأنها "قاسية وغير متوقعة".
حُكم على طبيبة بالسجن لمدة خمس سنوات ونصف السنة بتهمة نشر معلومات كاذبة عن الجيش الروسي. إذ ادعت أناستازيا أكينشينا وهي والدة أحد مرضى الطبيبة ناديجدا بويانوفا أن الأخيرة تتحدث بالسوء عن الجيش الروسي، وما كان منها إلا أن تبلغ السلطات الرسمية حينها.
وعلى إثر ذلك، اعتُقلت طبيبة الأطفال لأول مرة في شباط/ فبراير بعد أن زعمت أكينشينا أن الطبيبة أخبرتها هي وابنها أن والد الطفل كان هدفًا مشروعًا لقوات كييف. -ويذكر أن والدة الطفل قالت إن أبيه جندي روسي قُتل في أوكرانيا. وقالت أكينشينا إن الطبيبة ألقت باللوم على موسكو في الحرب الروسية الأوكرانية.
تم نشر مقطع فيديو لأكينشينا وهي تتذمر من بويانوفا على نطاق واسع. وطالب رئيس لجنة التحقيق الروسية، ألكسندر باستريكين، شخصيًا برفع دعوى جنائية ضد الطبيبة، التي نفت الاتهام بدورها.
أكدت أنها لم تدلِ أبدًا بالتصريحات. وقال دفاعها إنه لا يوحد ما يكفي من الأدلة على حدوث المحادثة، وأن المدعين العامين لا يملكون أي تسجيلات لما قيل.
وأضافوا أن أكينشينا اختلقت القصة بسبب عداءها لأوكرانيا، وفقًا لتقارير جلسات المحاكمة المنشورة على موقع ميديا زونا الإخباري.
وقال أوسكار تشيردسخييف محامي بويانوفا للصحفيين إنهم لم يتوقعوا أن يكون حكم السجن لهذه المدة، ووصف الحكم بأنه "قاسٍ بشكل غير متوقع، ووحشي".
حثت بويانوفا المحكمة في بيان لها على تبرئتها، ووصفت الاتهامات بالـ"مؤلمة"، ونقلت الصحيفة عنها قولها: "لا يمكن لطبيب، وخاصةً طبيب أطفال، أن يتمنى الأذى لطفل أو والدته أو أن يصدم نفسية الطفل. إن من يقدر على ذلك، وعلى قول الكلمات التي يزعم أنني قلتها يعتبر وحشا".
لاقت هذه القضية اهتماما في روسيا حيث وقّع أكثر من 6500 شخص عريضة على الإنترنت تطالب بإطلاق سراحها، وهتف أنصارها "عار!" عندما كان القاضي يتلو الحكم.
واعتمدت روسيا مجموعة قوانين تحظر التعبير العلني عن رواية الحرب الروسية الأوكرانية بما يعتبر خارجا عن المسار الرسمي في عام 2022، وأصبح "نشر معلومات كاذبة" عن الجيش جريمة جنائية منذ آذار/مارس.