لو قلبت في صفحات الماضي ستجد أن رقم «13» كان عنواناً للعديد من الأعمال الفنية، مثل «المنزل رقم 13»، و«الزوجة رقم 13»، وقدمت السينما العالمية العديد من الأفلام، مثل «الجمعة 13». في العالم كله مع اختلاف الدرجة خوف وتوجس و«فوبيا» مرضية من هذا الرقم، حتى إن بعض الفنادق يلغي الطاولة رقم «13»، والحجرة رقم «13»، والطابق رقم «13»؛ يعتبره نذير شؤم!
أخيراً، أعلنت إحدى النجمات أنه قد تم طلاقها من الزوج رقم «12»، وبسؤالها المباشر: هل تفعلها في 2023، ونحن على مشارف عام جديد، وتكتب «الميديا» خبراً عن الزوج رقم «13»؟ لم تستبعد تماماً هذا الخبر، بل قالت ساخرة: وربما قبل 2023!
من أكثر الشخصيات الفنية التي ارتبطت بتعدد الأزواج، الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا التي غادرتنا عام 1999، عن عمر ناهز الثمانين. وكنت قريباً من الفنانة الكبيرة، وأصدرت عنها في حياتها كتاباً عنوانه: «فنانة لا تعرف المكياج»، كنت أقصد أنها لا تكذب ولا تتجمل؛ تقول ما تعتقد أنه الصواب حتى لو دفعت الثمن. أيدت تحية في البداية رجال ثورة 23 يوليو (تموز) 52، ولكنها بعد أشهر قلائل، وجدت انحرافات عند البعض، فرفعت شعار: «ذهب فاروق وجاء فواريق»، وقضت بعدها في المعتقل 101 يوم.
عندما التقيتها في الثمانينات، كانت في تلك الأيام قد تم طلاقها من الفنان فايز حلاوة، قلت لها: الأستاذ فايز هو الزوج «رقم 13»، صححت لي المعلومة قائلة: فايز الزوج «رقم 17». وأضافت: الكثير مما تقرأه في الأرشيف ليس صحيحاً، الصحافة أسقطت من القائمة أربعة أزواج. وهي لا تخجل من ذكر الرقم إعلامياً؛ فهو زواج موثّق ومعلن، وعلى سنة الله ورسوله، وبعض تلك الزيجات كان الدافع سياسياً وليس عاطفياً؛ إذ إنها في مرحلة ما انضمت إلى تنظيم يقف على الجانب الآخر من الدولة، وفي أثناء الهروب من ملاحقات الأمن، وُجدت في شقة واحدة مع أحد قيادات التنظيم، فقررا الزواج حتى لا تعتبر الأجهزة وجودهما معاً من دون زواج، جريمة يعاقب عليها القانون.
ومن أشهر أزواجها النجم رشدي أباظة الذي تزوج بعد ذلك من صديقتها سامية جمال. ورشدي أقرب الرجال إلى قلبها، وعندما كنت أزورها في بيتها بعد طلاقها من فايز حلاوة، كنت أجد صورته فقط من بين الـ17 زوجاً في غرفة الاستقبال، في حين كانت تصف الأخير بأنه أسوأ الأزواج، ورغم ذلك بعد الرحيل كما قالت لي ابنة شقيقتها الفنانة الراحلة رجاء الجداوي، وجدوا بين متعلقاتها الشخصية دبلة الزواج الأخير وعليها اسم فايز حلاوة.
المسلسل الذي تناول حياتها قبل عشر سنوات أشار إلى زواجها من المطرب محرم فؤاد، وأغلب المراجع المتوفرة أشارت إلى أنهما تزوجا، في حين أنكرت تحية تلك الزيجة تماماً، وأشارت فقط إلى أنها كانت في طريقها للزواج من الكاتب الساخر أحمد رجب، وفي اللحظات الأخيرة تراجع عن إتمام مراسم الزواج، وأشار الكاتب الكبير في مذكراته من دون الإفصاح مباشرة عن الاسم، إلى أنه كان بصدد الزواج من راقصة بعد قصة حب عنيفة، إلا أنه أغلق تماماً هذه الصفحة في اللحظات الأخيرة، استجابة لرأي أستاذه مصطفى أمين الذي كان يخشى أن يؤثر ذلك على مستقبله المهني.
التعامل في الحياة الفنية بين الشخصي والعام تتباين فيه الآراء؛ هناك من يعتبر الحديث عن الزواج مباحاً وجائزاً، بل ومطلوباً، وآخرون يغلقون تماماً هذا الباب. ونجمتنا التي أعلنت طلاقها أخيراً، تسير على درب تحية كاريوكا؛ فهي تستعد للزواج «رقم 13»، ولديها أيضاً متسع من الوقت لتحطم في السنوات القادمة الرقم القياسي الذي أنجزته تحية كاريوكا (17 زوجاً)!