♦ الملخص:
فتاة تقدَّم إليها رجل أربعيني، وهي قلِقة من فارق السن بينهما، وتسأل: ما النصيحة؟
♦ التفاصيل:
حياكم الله، أنا فتاة أناهز الثلاثين من العمر، تقدم إليَّ شخص يبلغ من العمر الثالثة والأربعين، قلقت في البداية بسبب فارق السن، وحجة تأخره عن الزواج أنه كان في طلب العلم خارج البلاد، وهو يملك سكنًا خاصًّا ووظيفة، أرجو نصيحتكم، وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فليس عندكِ مشكلة سوى قلقك من فارق العمر بينكِ وبين خطيبكِ، وربما ريبتك في سبب تأخره عن الزواج، فأقول مستعينًا بالله سبحانه:
أولًا: الفارق العمري الذي بينكما ليس كبيرًا جدًّا، ولا يشكل عائقًا عن الزواج، ولا مبرر حقيقي للقلق لهذا السبب، بل قد يكون في هذا العمر أعقل من غيره، وأبعد عن طيش القرارات الشبابية.
ثانيًا: قد يكون صادقًا في تبريره للتأخر عن الزواج لانشغاله بطلب العلم، وقد يكون هناك أسباب أخرى غير معلومة لكم.
ثالثًا: ولكن بغض النظر عن صدقه في مبرراته، أو عدم صدقه، أو وجود مبررات أخرى؛ مثل عدم قدرته المالية سابقًا، فلتنظروا في صلاح الرجل وأخلاقه، فإن كان مرضيًا دينًا وخلقًا، فالتمسوا له العذر، واقبلوا به؛ عملًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا خُطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض))؛ [رواه الترمذي].
رابعًا: ولكن لا بد قبل الموافقة من التحري الدقيق عن استقامته وسلامة أخلاقه، وعدم الاكتفاء بظاهره.
خامسًا: ويكون التحري عنه بعدة طرق؛ منها: سؤال الثقات من أصدقائه، ثم بعد ذلك الاستخارة عدة مرات، حتى يطمئن القلب للزواج منه.
حفظكم الله، ووفقكم للصواب، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.