الزنا ثم الندم

منذ 11 أشهر 178

الزنا ثم الندم


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/12/2023 ميلادي - 26/5/1445 هجري

الزيارات: 35


السؤال:

الملخص:

شاب وقع في الزنا؛ ما سبَّب له انهيارًا جسديًّا ونفسيًّا، ويسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وقعت في الفاحشة لأول مرة، مع أنني ليس لي شأن في هذه الأمور؛ فسقطتُ نفسيًّا وجسديًّا، وملأ قلبي وعقلي الوسواس بأنني سأمرض، وفقدت ثقتي بنفسي، أرجو مساعدتكم، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فأوصيك بالآتي:

أولًا: أن تحمد ربك على ما منَّ به عليك من التوبة والندم على ما فعلته؛ فإن بعض مَن وقعوا في الزنا أصبح مرضًا ملازمًا لهم حتى بعد الزواج، وصاروا أسرى للشهوة المحرمة يلتمسونها في كل مكان، وكل حين؛ فتعسوا تعاسة عظيمة لا تُوصف.

ثانيًا: ما دمت تُبْتَ بصدقٍ فأبْشِرْ بالخير والمغفرة لذنبك، بل وبإبدال سيئاتك إلى حسنات؛ لقوله سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ﴾ [الفرقان: 68 - 71].

ثالثًا: من علامات صدقك في التوبة الآتي:

العزم.

الإقلاع.

الندم.

والابتعاد نهائيًّا عن جميع مواطن الريب، وتهييج الشهوات من مواقع عفنة، والخلوة، والكلام العاطفي، والتبرج؛ لقوله سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 59]، وكذلك عدم إطلاق النظر المُحرم؛ لقوله سبحانه: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 30، 31].

ولاحظوا أن الله سبحانه ختم الآية بالدعوة للتوبة، ووعد التائبين بالفلاح؛ لأن ﴿ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ تعني: تحققون الفلاح.

رابعًا: أكْثِرْ من الأعمال الصالحة مثل الصلاة والصدقة وتلاوة القرآن؛ لأنها تكفر السيئات؛ لقوله سبحانه: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ﴾ [هود: 114].

خامسًا: أما تفكيرك أنه سيصيبك أمراض بسبب الزنا، فهو يقلقك ويحزنك بدون جدوى؛ وتذكر قوله سبحانه: ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 51].

سادسًا: وتذكَّر أنك عظيم عند الله سبحانه؛ بألمك الشديد، ولومك لنفسك؛ لأن الله سبحانه عظَّم من شأن النفس اللوامة، ومن تعظيمه سبحانه لها أن أقْسَمَ بها، وقرن القسم بها مع القسم بيوم القيامة؛ كما قال سبحانه: ﴿ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ﴾ [القيامة: 1، 2]؛ فافرح بفضل الله عليك.

حفِظك الله، ورزقك توبة نصوحًا، واستعفافًا بالحلال عن الحرام.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.