الرسائل الجماعية في المناسبات... معايدة مختلف عليها

منذ 7 أشهر 80

ملخص

تغيرت المعايدات عن ما كانت عليه في السابق، وفضل الناس في الوقت الحاضر المعايدات الإلكترونية والرسائل الجماعية من طريق تطبيقات التواصل الاجتماعي، واكتفى كثيرون بها عوضاً عن زيارة القريب أو أداء واجب المعايدة الذي كان الناس في الماضي يقومون به بكل أريحية ومن دون تكلف.

ينقسم الناس مع كل عيد أو مناسبة دينية حول "الرسائل الجماعية" التي وفرتها تقنيات التواصل الحديثة، والتي يمكنك من خلالها إرسال رسالة واحدة للمئات من المضافين على هاتفك، وإذا كان بعض الناس يراها غير مجدية فإن متخصصين في علم الاتصال اعتبروها "أضعف الإيمان في التواصل"، ووسيلة تقنية سهلت الوصول إلى كثير من الأصدقاء في وقت واحد لتهنئتهم ومشاركتهم الفرحة.

بين الرفض والقبول

وعن العيد الذي يعيشه المسلمون في معظم دول العالم، يرى رائد بن محمد أن المعايدة الجماعية هي "مشاعر تترجمها رسالة واحدة"، وفيها يحاول الشخص تهنئة جميع شبكة علاقاته بالعيد، سواء من الأقارب والأصدقاء والزملاء.

ويقول رائد، "إنه لأمر متعب ويكلف كثيراً من الوقت حين أرسل رسالة لكل جهة اتصال على حدة، فأصدقائي ومعارفي بالمئات".

4616511-512572680.jpg

ويرى أن التقنية سهلت له ذلك من خلال الرسالة الجماعية التي تصلهم جميعاً في آن واحد، وهي في الأصل تخضع لاختيار الشخص وليست آلية كما يظن بعضهم.

أما سعيد الذي يبدو معارضاً فيقول إن "الرسائل الجماعية ما هي إلا معايدة باهتة تحمل كلمات متكررة ومزعجة بلا أية قيمة أو دلالة على أهمية الأشخاص". مضيفاً، "جوهر التواصل والتهنئة أن تحملا المشاعر، ويفضل أن تكون الرسالة مخصصة ومحددة بالاسم أو تستبدل بتهنئة صوتية".

أفضل من لا شيء

من جهته يقول أستاذ الاتصال التسويقي في كلية الاتصال والإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز محمد أبو الجدائل لـ "اندبندنت عربية" إن "العملية الاتصالية تتكون من مرسل ومستقبل ورسالة ووسيلة اتصال وتغذية راجعة، وهذه العملية تأخذ في الاعتبار المعنى المراد إرساله من قبل المرسل وما يفهمه المستقبل، وخلال عملية الاتصال قد تصل الرسالة إلى المستقبل بمعنى غير المقصود من قبل المرسل، وهنا تكمن المشكلة التي قد تحدث خلال إرسال الرسائل النصية عبر الجوال وخصوصاً الرسائل الجماعية، إذ إن الرسائل النصية ليس لها صوت يعكس الجانب العاطفي كما في اللقاءات المباشرة والاتصالات الهاتفية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعن وقع الاتصال لدى الأشخاص يرى أبو الجدائل أن اللقاء المباشر بالزيارة والمصافحة يأتي أولاً لما يحمله من مشاعر دافئة تبين أهمية الشخص، ولكن إن لم يستطع  فالمكالمات الهاتفية، وثالثاً تجيء الرسائل المخصصة التي تحمل اسم الشخص، وهي عملية متعبة نوعاً ما لمن يريد إرسال رسائل إلى مئات الأشخاص، لكنها تشعر الشخص باهتمامك بتهنئته، ورابعاً الرسائل الجماعية التي يراها بعضهم غير محببة ولكنها أفضل من لا شيء.

المعايدة الإلكترونية

ويرى المتخصص الاجتماعي محمد الحمزة أن المعايدات تغيرت عن ما كانت عليه في السابق، وفضل الناس في الوقت الحاضر المعايدات الإلكترونية والرسائل الجماعية من طريق تطبيقات التواصل الاجتماعي، واكتفى كثيرون بها عوضاً عن زيارة القريب أو أداء واجب المعايدة الذي كان الناس في الماضي يقومون به بكل أريحية ومن دون تكلف.

270584440_455916625943949_3575512276541748017_n.jpg

وقال إن "الطفرة الإلكترونية كانت لها إيجابيات لا يمكن حصرها ومنها تقريب المعلومات بلمسة زر واختصار الوقت والجهد، كما أسهمت الرسائل في كسر عدد من الحواجز الاقتصادية والجغرافية التي كانت تعوق التواصل مع الأهل والأصدقاء، إذ أصبح بإمكاننا إرسال أجمل عبارات التهنئة والتبريكات بالعيد، وأن نجوب بها جميع أنحاء العالم مهنئين أحبائنا، لكنها إذا لم نتنبه لذلك ستضعف الروابط الاجتماعية إذا اعتبرناها بديلاً واكتفينا بها خلال أيام الأعياد والمناسبات بدل التزاور والتراحم الذي يعزز التواصل الاجتماعي، والذي يشكل بدوره كثيراً من القيم الإنسانية".

وتابع أن الإكثار من استخدامنا لوسائل التواصل الاجتماعي في كثير من الأمور، على رغم فاعليتها في تقريب المسافات واختصار الوقت للاطمئنان على الآخرين والسؤال عن أحوالهم بين حين وآخر، لكن من الخطأ أن تصبح هي القاعدة الأساس وتغني الناس عن الزيارات وصلة الرحم، وأن تكون سبباً مباشراً للابتعاد من العادات والتقاليد بحجة التطور ومواكبة العصر.