الرئيس الكيني يصف الاحتجاجات وما أحاط بها من أحداث دامية "بالخيانة" ويتوعد بسحقها

منذ 5 أشهر 86

قالت الشرطة الكينية إنها أطلقت أكثر من 700 طلقة فارغة في ضاحية غيثوراي، شرق العاصمة نيروبي. وانتشرت مقاطع فيديو لإطلاق النار الذي اخترق الأجواء الليلية على الإنترنت، وتناقلتها وسائل الإعلام المحلية.

أطلقت الشرطة الكينية أعيرة نارية فارغة لتفريق المتظاهرين في ضاحية نيروبي ليل الأربعاء، وذلك بعد ساعات من اقتحام المتظاهرين البرلمان خلال مظاهرات دامية، أحرقت خلالها أجزاء من المبنى بينما فر المشرعون، في الوقت الذي تتصارع فيه البلاد مع الزيادات الضريبية المثيرة للجدل.

"خيانة"

وبعد فرض "حالة الطوارئ الأمنية" وصف رئيس البلاد وليام روتو الأحداث بالخيانة، وتعهد بسحق الاضطرابات "مهما كان الثمن".

وألقى روتو باللوم في الاحتجاجات على من وصفهم "بمجرمين منظمين"، وتعهد "برد كامل وفعال وسريع" على ما وصفه "بأعمال الخيانة"، قائلا إنه تم اختراق التجمع والمظاهرات والاعتصامات، واختطافها من قبل مجموعة من المجرمين المنظمين... ما أدى إلى حدوث خسائر في الأرواح".

وأكد روتو "أن الحكومة حشدت جميع الموارد لضمان عدم تكرار مثل هذا الوضع مرة أخرى مهما كان الثمن"، على حد تعبيره.

وكان آلاف المتظاهرين وأحرقوا قسمًا من البرلمان الكيني بعيد اقتحامه يوم الثلاثاء احتجاجًا على مقترحات ضريبية. وردت الشرطة بإطلاق النار وقُتل العديد من المتظاهرين (خمسة على الأقل)، وجرح أكثر من 100 آخرين، وفقًا لمنظمات المجتمع المدني. ولم يتضح بعد عدد الأشخاص الذين تم اعتقالهم.

دعوة "لضبط النفس"

من جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن حزنه العميق، للتقارير التي أفادت بوقوع قتلى وجرحى في نيروبي.

وكتب على منصة التواصل الاجتماعي X: "أحث السلطات الكينية على ضبط النفس، وأدعو إلى أن تتم جميع المظاهرات بشكل سلمي".

أما الولايات المتحدة فقد أدانت عن طريق المتحدث باسم وزارة خارجيتها ماثيو ميلر أعمال العنف التي وقعت في العاصمة الكينية، وقال إن بلاده تحث على "ضبط النفس لاستعادة النظام وإتاحة المجال للحوار".

وقد شهدت الاحتجاجات غير المسبوقة التي اخترقت البرلمان، احتشاد الشباب ضد ارتفاع أسعار الوقود والغذاء وغيرها من الضروريات.

في نيروبي، وهي مركز إقليمي للوافدين ومقر مجمع الأمم المتحدة، ازدادت حدة عدم المساواة بين الكينيين إلى جانب الإحباط الذي طال أمده بسبب فساد الدولة.

وقد وحدت المعارضة لمشروع قانون المالية جزءًا كبيرًا من البلاد، حيث رفض البعض صراحةً الانقسامات القبلية التي مزقت كينيا في الماضي. وشعر بعض الذين دعموا روتو بالخيانة.

ماذا يتضمن مشروع القانون؟

تشمل الضرائب الجديدة فرض ضريبة بنسبة 2.75% على الدخل لصالح الخطة الوطنية للتأمين الصحي، بالإضافة إلى زيادة الضرائب على الزيوت النباتية والوقود، مما سيزيد من تكلفة الإنتاج وينعكس على المستهلك.

أما المقترحات الخاصة بفرض ضريبة القيمة المضافة بنسبة 16% على الخبز وضريبة سنوية جديدة على السيارات، فقد تم حذفها من التشريع يوم الثلاثاء بعد اجتماع بين روتو وأعضاء الحزب الحاكم.

لكن المحتجين قالوا إن التعديلات لم تذهب بعيدًا بما فيه الكفاية، وإنهم يريدون من المشرعين رفض تشريع الميزانية تمامًا، وقال أحدهم: "لقد تم فرض ضرائب على أهالينا حتى الإفلاس، ومع ذلك لا يوجد أي تنمية تُذكر. نحن نرفض أي ضرائب إضافية وسنبقى في الشوارع مهما طال الزمن ".

وتقول شابة كينية: "بما أنني لا أكسب دخلاً بعد، فإن الضرائب الإضافية ستزيد من أسعار المواد الغذائية والمواصلات، مما يجعل الحياة لا تطاق بالنسبة لنا نحن الشباب".

وفي أعقاب أحداث يوم الثلاثاء الدامية، دعت صحيفة ديلي نيشن الكينية إلى الحوار. وقالت على صفحتها الأولى "دعونا نتحاور معًا". وقادت قناة "سيتيزن تي في"، وهي قناة محلية تبث على الهواء مباشرة، مناقشة بعنوان "أمة على حافة الهاوية"، دعا فيها المشاركون في الحلقة الحكومة إلى التواصل مع الجمهور.

المصادر الإضافية • وكالات