الرئيس الإيراني: لا نسعى لامتلاك القنبلة النووية أو شن الحروب لكننا سنرد بحزم على أي عدوان

منذ 1 أسبوع 24

أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أن بلاده لا تسعى لامتلاك القنبلة النووية ولا تنوي الدخول في حروب، لكنها ستتصدى بقوة لأي عدوان خارجي. وقال في تصريحات رسمية: "كلما اشتدت الضربات والتهديدات علينا، سنزداد صلابة وقوة، وسنواجه كل التحديات بشجاعة".

وأشار الرئيس الإيراني إلى أن الأعداء لجأوا إلى أساليب قاسية، منها اغتيال كبار العلماء النوويين الإيرانيين، في محاولة لعرقلة تقدم البلاد العلمي والتقني.

وأضاف: "كنا دائماً ضحية للإرهاب، ومع ذلك هناك من يحاولون تلفيق الاتهامات لنا بممارسة الإرهاب، وهذه محاولات مغرضة هدفها النيل من إرادتنا الوطنية".

وشدّد الرئيس الإيراني على أن بلاده لا تخشى التهديدات الخارجية، مؤكداً أن إيران لن تكون أبداً مستعمرة للأجانب تحت أي ظرف. وقال: "سنواصل الدفاع عن حقوقنا وسيادتنا الوطنية بكل حزم ولن نستسلم أمام أي ضغوط خارجية".

مباحثات عمان: الحوار غير المباشر مع واشنطن

وكشف بزشكيان، أن وزير الخارجية سيتوجه إلى عمان لإجراء محادثات مع الممثلين الأمريكيين بشكل غير مباشر.

وأوضح أن الوفد الإيراني سيلتزم بتوجيهات القيادة العليا خلال هذه المباحثات، مشدداً على أن هذه الخطوة تأتي في إطار استكشاف فرص الدبلوماسية وحل الخلافات القائمة.

واختتم الرئيس الإيراني تصريحاته بالتأكيد على أن بلاده تسعى لتحقيق السلام ولكنها لن تقبل بأي تجاوز على سيادتها أو مصالحها الوطنية.

ودعا المجتمع الدولي إلى التعامل بإرادة حقيقية لتحقيق الاستقرار، مشدداً على أن إيران ستبقى صامدة أمام أي محاولات للنيل من قرارها المستقل.

عراقجي يغازل ترامب

من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مقال نُشر بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن بلاده تفضل الحلول الدبلوماسية، لكنها تبقى جاهزة للدفاع عن نفسها في مواجهة أي تصعيد.

وأشار عراقجي إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واصفاً إياه بـ"رئيس السلام"، بينما دعا إلى استئناف الحوار بين طهران وواشنطن.

وكتب عراقجي: "خلال الأسابيع الأخيرة، شهدنا تبادلاً للرسائل والاتصالات بين إيران والولايات المتحدة، وهذه المحاولات ليست رمزية أو شكلية؛ بل تهدف إلى توضيح المواقف وفتح نافذة للدبلوماسية".

وأوضح أن إيران مستعدة لإجراء حوار جاد قد يؤدي إلى اتفاق، مؤكداً أن الاجتماع المرتقب السبت في سلطنة عمان سيشكل فرصة واختباراً في آن واحد.

المفاوضات غير المباشرة خيار استراتيجي

وشدد الوزير الإيراني على أن التوجه نحو المفاوضات غير المباشرة ليس مجرد تكتيك أو موقف أيديولوجي، بل خيار استراتيجي مبني على التجارب السابقة.

وقال: "نحن نواجه جداراً كبيراً من انعدام الثقة، ولدينا شكوك جدية بشأن صدق النوايا. شكوك تفاقمت بإصرار الولايات المتحدة على استئناف سياسة الضغط الأقصى قبل أي تفاعل دبلوماسي".

وتابع: "للمضي قدماً نحو المستقبل، يجب علينا أولاً التوصل إلى فهم مشترك لهذه الحقيقة المبدئية بأنه لا يمكن أن يكون هناك خيار عسكري، فضلاً عن حل عسكري، والرئيس الأمريكي يدرك ذلك". وأكد أن الاقتراح الإيراني ببدء محادثات غير مباشرة لا يزال قائماً على الطاولة، قائلاً: "نحن نؤمن بأنه إذا كانت هناك إرادة حقيقية، فهناك دائماً طريق للتقدم".

إيران تعرض نواياها السلمية وتطلب ضمانات

وأضاف عراقجي، أن تجارب الماضي أظهرت أن الدبلوماسية كانت مثمرة ويمكن أن تكون فعالة مرة أخرى.

وأوضح: "إيران على استعداد لتوضيح نواياها السلمية واتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل تبديد أي مخاوف منطقية". وفي المقابل، قال إن الولايات المتحدة يمكن أن تُظهر جديتها في مسار الدبلوماسية من خلال الالتزام الحقيقي بأي اتفاق توقع عليه، مضيفاً: "إذا تم احترامنا، فسوف نرد بالمثل".

الكرة الآن في ملعب الولايات المتحدة

وختم عراقجي تصريحاته بالقول: "الكرة الآن في ملعب الولايات المتحدة. إذا كانت تبحث عن حل دبلوماسي حقيقي، فقد أظهرنا لها المسار بالفعل. ولكن إذا كان هدفها فرض إرادتها من خلال الضغط، فيجب أن تعلم بأن الشعب الإيراني سيرد بشكل موحد وحاسم على لغة القوة والتهديد".

وأشار إلى أن هناك فرصة متاحة أمام الولايات المتحدة لأن يكون لديها "رئيس السلام"، وما إذا كانت ستغتنم هذه الفرصة أم لا، فهو خيارها.

تحركات أمريكية وضغوط إسرائيلية

وعلى الجانب الآخر، كشفت "واشنطن بوست" نقلاً عن مسؤول أمريكي، أن فريق المبعوث الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أرسل رسائل لإيران تحثها على إجراء محادثات مباشرة عبر سلطنة عمان.

وأشار المسؤول إلى أن زيارة ويتكوف إلى مسقط تعتمد على طبيعة اللقاءات، حيث قد يتوجه إلى طهران إذا وجهت له الدعوة.

وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى أن ترامب يبدو مدركاً لأهمية إسرائيل كطرف ثالث غير مرئي في أي مفاوضات محتملة مع إيران.

وكان ترامب قد أعلن خلال لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن رغبته في إجراء محادثات مباشرة مع طهران، وهي خطوة اعتبرها مراقبون وسيلة للحفاظ على نفوذه مع نتنياهو.

وتجدر الإشارة إلى أن ترامب كان قد أرسل رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي في مارس الماضي، اقترح فيها إجراء محادثات نووية، لكنه حذر من أن أمام إيران مهلة شهرين فقط للدخول في المفاوضات.

من جانبها، كانت إيران قد وافقت عام 2015 على فرض قيود صارمة على برنامجها النووي بموجب الاتفاق الذي ألغاه ترامب في 2018.

مخاوف إسرائيلية ومطالب مشددة

في الوقت نفسه، تشير التقديرات إلى أن إيران تمتلك ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لإنتاج عدة أسلحة نووية في غضون أسابيع، رغم أن المحللين يعتقدون أنها تحتاج عاماً أو أكثر لتطوير رأس نووي قابل للتثبيت على صواريخ باليستية. من جهتها، تصر إسرائيل على أن أي اتفاق جديد يجب أن يكون مشابهاً لاتفاق ليبيا، والذي يشمل التفكيك الكامل لمعدات الأسلحة النووية المحتملة.