الحرس الثوري الإيراني يمنع أجهزة الاتصال خشية من اختراق إسرائيلي وتكرار سيناريو حزب الله

منذ 2 أشهر 39

أمر الحرس الثوري الإيراني جميع أعضائه بوقف استخدام أي نوع من أجهزة الاتصالات بعد انفجار آلاف من أجهزة الإرسال والاستقبال المستخدمة من قبل حلفائه في حزب الله في لبنان خلال هجمات قاتلة الأسبوع الماضي، وفقًا لما ذكره مسؤولان أمنيان إيرانيان لوسائل اعلام.

وقد أشار أحد المسؤولين الأمنيين إلى أن عملية واسعة النطاق جارية من قبل الحرس الثوري لفحص جميع الأجهزة، وليس فقط معدات الاتصالات. وقال إن معظم هذه الأجهزة كانت إما محلية الصنع أو مستوردة من الصين وروسيا.

يشار أيضا إلى أنّ إيران كانت قلقة بشأن تسلل عملاء إسرائيليين، بما في ذلك إيرانيون يتقاضون رواتبهم من إسرائيل، وقد بدأت تحقيقات شاملة في صفوف عناصر من الحرس الثوري تستهدف القيادات الوسطى والعليا، وفقًا لما ذكره مسؤول رفض الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر.

وأضاف المسؤول الأمني: "يشمل ذلك تدقيقًا في حساباتهم المصرفية داخل إيران وخارجها، فضلاً عن تاريخ سفرهم وتاريخ سفر عائلاتهم".

فيما لم تردّ وزارات الخارجية والدفاع والداخلية الإيرانية على التصريحات التي أدلى بها المسؤولون الأمنيون.

في هجومات منسق، انفجرت أجهزة الإرسال الثلاثاء والأربعاء في معاقل حزب الله مما أسفر عن مقتل 39 شخصًا وإصابة أكثر من 3000 آخرين.

وقد اتهم لبنان وحزب الله إسرائيل بالوقوف وراء الهجمات فيما لم تنفِ أو تؤكد مسؤوليتها عن ذلك.

حماية المنشآت النووية وأنظمة الصواريخ

قال مسؤول إيراني آخر إن القلق الرئيسي للجمهورية الإسلامية هو حماية المنشآت النووية والصاروخية في البلاد، وخاصة تلك الموجودة تحت الأرض لذلك تمّ تشديد الإجراءات الأمنية بشكل صارم حول تلك المنشآت.

ويعتبر الحرس الثوري قوة سياسية وعسكرية واقتصادية قوية في إيران، تم تأسيسه بعد الثورة الإسلامية عام 1979 لحماية النظام الحاكم الديني، وله نفوذ في المنطقة.

وتستخدم القوات المسلحة الإيرانية مجموعة من أجهزة الاتصالات المشفرة، بما في ذلك أجهزة الإرسال والاستقبال، للتواصل الآمن.

الاستيلاء على ملفات إيرانية في هجوم إسرائيلي على سوريا

من جهة أخرى كشفت صحيفة هآرتس العبرية أن قوات كوماندوز إسرائيلية تسلّلت إلى منشأة أمنية تابعة للحرس الثوري الإيراني في سوريا بعد إنزال جوي وتمكنت من مصادرة ملفات ووثائق من المبنى ثمّ دمّرت مركزاً للبحوث العلمية.

فيما نفت إيران "مزاعم الإعلام الإسرائيلي حول أسر شخصيات عسكرية إيرانية في سوريا عارية عن الصحة تماماً". حسب متحدّث من الحرس الثوري، الذي أضاف "لم يكن هناك أي مستشارين إيرانيين في موقع مصياف والمزاعم بشأن أسر أو إصابة قوات إيرانية كاذبة".

وكانت إيفا جي كولوريوتيس، المحللة السياسية المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، قد أعلنت في تغريدة نشرتها عبر منصة إكس، أن "مصدر أمني أكد لها أن قوات خاصة من جيش الدفاع الإسرائيلي نفذت، مساء الخميس الماضي، عملية خاصة ضد منشأة عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني".

وأضافت أنّ القوات الخاصة الإسرائيلية تمكّنت من دخول المنشأة، وسحب معدات ووثائق مهمة، ثم تلغيمها من الداخل، ومن ثم تدميرها والانسحاب تحت غطاء جوي عبر أحزمة نارية تحيط بالموقع، إلى منع أي تحركات جوية لطائرات سورية حربية.

وقالت إنّ المنشأة "تابعة مباشرة للحرس الثوري الإيراني وهي مسؤولة عن تطوير الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار وتوفر الدعم اللوجستي لحزب الله في لبنان."

مع الإشارة إلى أنّ الجيش الإسرائيلي، شن يوم الاثنين، قصفاً واسعاً على منطقة مصياف بريف حماة في سوريا، استهدف عدداً من المواقع العسكرية من اتجاه شمال غرب لبنان، كما قالت وزارة الدفاع السورية. وقد أسفرت العملية عن مقتل 18 شخصاً وإصابة 37 آخرين وفق ما أفاد به وزير الصحة، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان لاحقاً بأن حصيلة القتلى ارتفعت إلى 27 شخصاً.