يواجه أفراد مجتمع الصم وضعاف السمع في قطاع غزة صعوبات وتحديات خاصة في ظل الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
ويواجه الفلسطينيون ضعاف السمع صعوبة في التواصل مع الأشخاص الذين لا يفهمون لغة الإشارة. فضلًا عن أنهم لا يستطيعون سماع أصوات الانفجارات وسقوط البنايات القريبة منهم، إلا عند رؤيتها أو الشعور بالاهتزازات الناتجة عن الانفجارات.
في بعض الأحيان يعتمد هؤلاء على هواتفهم النقالة التي تصلهم عبرها تحذيرات الأقارب من وقوع شيء ما، وبخلاف الأشخاص المحيطين بهم، والهواتف، والشعور بالاهتزازات، فهم يعيشون في بيئة صامتة.
عندما بدأت الحرب في أكتوبر/تشرين الأول، وبدأت الغارات الجوية الإسرائيلية تضرب غزة، لم تتمكن إيمان مشتهى من سماع الانفجارات.
وُلدت المرأة الفلسطينية البالغة من العمر 34 عامًا صماء، وتجاوزتها أصوات الضربات أو صرخات الأشخاص المحاصرين تحت الأنقاض.
اعتمدت مشتهى على أفراد عائلتها لإطلاعها على آخر المستجدات مع اقتراب الجيش الإسرائيلي من منزلها في مدينة غزة.
ومثل الآلاف، فرت في نهاية المطاف من منزلها، وانتقلت إلى دير البلح، حيث يعيش والدها.
وتتذكر أنها كانت تنتقل سيرًا على الأقدام مع أقاربها من مكان إلى آخر، في محاولة للعثور على منطقة آمنة للعيش فيها، وتقول مستخدمة لغة الإشارة: "كان هناك الكثير من الجرحى في الشوارع".
وانضمت مشتهى، ولديها ابن يبلغ من العمر ستة أعوام، إلى منظمة فلسطينية غير حكومية تساعد الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع.
وهي تعمل الآن في المطبخ المجتمعي الذي أنشأته جمعية أطفالنا للأطفال الصم في دير البلح.
اعتادت المنظمة غير الحكومية على مساعدة الصم في العثور على عمل، وغالبًا ما توظفهم، للمساعدة في تغطية تكاليف المعينات السمعية والنفقات ذات الصلة.
وهي تحاول الآن رد الجميل للمجتمع الذي يكافح من أجل العثور على الغذاء ودفع تكلفته، حيث تحذر الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة.
يتواصل الطهاة الذين يعدون الطعام بلغة الإشارة بينما تحوم فوقهم المسيّرات الإسرائيلية، يتم توزيع الطعام للناس في أوعية بلاستيكية، وعند انتهاء العمل، تعود السيدة الفلسطينية مع علبة طعام إلى خيمتها حيث تنتظرها والدتها وابنها، وهناك يتجاذبون أطراف الحديث ويسرقون لحظات، لنسيان أهوال الحرب.