«هناك رجل ذهب إلى جاره يطلب منه مساعدته في إعطائه حبلاً يربط به حماره أمام البيت، وجاء رد الجار بأنه بكل أسف ليس لديه أي حبل، ولكن إذا كان على ربط الحمار، فإنه يمكنك أن تقوم بنفس الحركات التي تربط بها عنق الحمار، وتتظاهر بأنك تربطه وستجد أنه لن يبرح مكانه، فعمل بنصيحته.
وفي الصباح ربت الفلاح على حماره وأراد الذهاب به للحقل، ولكن الحمار رفض التزحزح من مكانه، وحاول الفلاح بكل قوته أن يحرك الحمار، ولكن من دون جدوى، وبعد تفكير ذهب إلى جاره يعرض عليه المشكلة ويطلب النصيحة، فسأله الجار هل تظاهرت للحمار بأنك تحل رباطه؟ قال الفلاح باستغراب: ولكن ليس هناك رباط.
أجابه جاره: هذا بالنسبة لك، أما بالنسبة للحمار فالحبل موجود، ارجع وتظاهر بفك الحبل.
وبالفعل عاد الفلاح وتظاهر أمام الحمار بأنه يفك الحبل من عليه، فتحرك الحمار معه دون أدنى مقاومة».
بعض الناس للأسف (يطيرون بالعجّة) فلا يقرأون أو يسمعون عن خبر أو اختراع حتى يصدقوه من دون تردد، فيقعوا ضحايا في مصائد الخبثاء، لهذا دعونا نتحدث لكم عن (حبل وحمار) آخرين – وهما (زبدة الموضوع)-:
فقد جاء بالأخبار المؤكدة أن هناك رجلاً في أميركا، قام بالإعلان في مجلة مشهورة وبالإنترنت عن شركة تبيع جهازاً بالمراسلة لتجفيف الملابس يعمل بالطاقة الشمسية، بسعر قدره (49.45) دولار شاملة أسعار الشحن حتى وصوله للمنزل، وأكثر الإرساليات كانت موجهة للبلاد العربية، والغريب أن الطلبات وصلت إلى أرقام قياسية.
ومن ضمن من طلبوا هذا المنتج هو صديق لي، ينافس الحمار بذكائه، حيث أتاني في الليلة البارحة وعلى وجهه علامات الزعل، وجلس دون أن يسلم، وتكلم من دون مقدمات وهو يقول:
تصور أن الإرسالية التي طلبتها وصلت لي بالأمس، وتفاجأت أولاً بصغر حجم الكرتون الذي يحتوي على جهاز التجفيف، وعندما فتحته صعقت عندما وجدته مجرد (حبل غسيل) عادي ملفوف ومقرطس بنايلون، مع بعض المشابك التي تثبت الملابس والمناشف على الحبل.
وأخذ (يزبّد ويربّد) متهماً إياهم بالغش، وأنه لا بد من رفع دعوى عليهم.
فقلت له: هون عليك و(اربط حمارك) -أي لسانك- فالشركة تعرف كيف تحمي نفسها، فهي لم تكذب لأن الحبل يجفف الملابس فعلاً تحت طاقة أشعة الشمس.
فالقانون يا فالح لا يحمي (الأذكياء) من أمثالك.
فمد الحبل أحسن لك على سطح منزلك، وانشر غسيلك (الوسخ) عليه، و«عطني مقفّاك» -أي اذهب إلى (حيث ألقت).