شُوهدت مركبات عسكرية سورية مهجورة في شوارع إدلب، يوم الأحد، مع إعلان المعارضة السورية سيطرتها على الريف المحيط بالمدينة. جاء ذلك في أعقاب هجوم مفاجئ مكّنها من تحقيق مكاسب واسعة، بما في ذلك السيطرة على معظم مدينة حلب وأكاديمية عسكرية وبلدة استراتيجية على الطريق بين دمشق والساحل.
هذا التقدم أثار قلقًا إقليميًا بشأن فتح جبهة جديدة في الشرق الأوسط، حيث تتزامن هذه التطورات مع الصراعات المستمرة بين إسرائيل وحماس في غزة، وبين إسرائيل وحزب الله في لبنان، ما يزيد من احتمالات اندلاع مواجهات أوسع نطاقًا.
كما يهدد هذا التطور بمواجهة مباشرة بين روسيا وتركيا، اللتين لديهما مصالح متعارضة في سوريا.
الهجوم الذي شنته المعارضة السورية يوم الأربعاء تزامن مع وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، مما أعطى أملًا في تهدئة التوترات الإقليمية، إلا أن التقدم السريع للمعارضة مثّل تحديًا كبيرًا للرئيس السوري بشار الأسد.
على الصعيد الدبلوماسي، وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى دمشق يوم الأحد، مؤكدًا دعم بلاده المستمر للحكومة السورية والجيش.
كما أجرى عدد من الزعماء العرب، مثل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اتصالات بالأسد للتعبير عن تضامنهم معه في مواجهة التطورات الأخيرة.
ويأتي هذا التطور في وقت تواجه فيه القوات المسلحة حربًا أهلية منذ عام 2011، بينما ينشغل حلفاء الأسد، كإيران وروسيا، بصراعاتهم الخاصة.