أظهرت مقاطع فيديو نشرها الجيش الإسرائيلي آلياته وهي تتوغل ليلًا وفي وضح النهار داخل أراضي الجولان المحتل، عابرة السياج الحدودي، لتسيطر على المنطقة العازلة وتصل إلى قمة جبل الشيخ.
وزعمت الدولة العبرية أن تواجدها داخل المنطقة العازلة، المخالف للقانون الدولي، داخل الجانب السوري من هضبة الجولان يصبّ في إطار "حماية الإسرائيليين"، وهو تدخّل "مؤقت" جاء استجابة لفرار الجيش السوري من مواقعه، بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن انهيار اتفاقية "فض الاشتباك" الموقعة عام 1974 بين تل أبيب ودمشق، عقب سقوط الأسد، مشيرًا إلى أن إسرائيل تسيطر على المنطقة العازلة بوصفها "موقعًا دفاعيًا مؤقتًا". وقد أدانت جامعة الدول العربية ذلك، واصفة إياه بأنه "استغلال لاحتلال المزيد من الأراضي السورية".
على ماذا تنص اتفاقية "فض الاشتباك"؟
خلال حرب عام 1967، احتلت إسرائيل القسم الأكبر من مرتفعات الجولان السوري وقامت بضمها وسط استنكار دولي. وفي السادس من أكتوبر/تشرين الأول عام 1973، شنت سوريا ومصر حربًا ضد إسرائيل لاستعادة أرض سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية، إلا أن تل أبيب تمكنت من السيطرة على كامل أراضي الجولان، مما زاد من حدة الاشتباكات.
في هذا السياق، بدأت مفاوضات لإنهاء الصراع استنادًا إلى قرار مجلس الأمن رقم 339، بوساطة وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر.
وقد وقّعت دمشق وتل أبيب اتفاقية "فض الاشتباك" أو "فك الاشتباك" في 31 مايو/أيار عام 1974 في جنيف، بغرض الفصل بين القوات السورية والإسرائيلية، وإنشاء منطقة عازلة تتولى الرقابة عليها بعثة حفظ السلام "يوندوف"، ومقرها معسكر الفوار، على أن تدار المنطقة مدنيًا من قبل السلطة سورية.
كما تضمنت الاتفاقية إنشاء منطقتي تخفيف عسكري على الجانبين تحد من وجود القوات والأسلحة الثقيلة. كذلك سمحت الاتفاقية بعودة المدنيين السوريين إلى المناطق العازلة وإعادة إعمار مدينة القنيطرة.