وتيرة الاستهلاك العالية جداً في هذه الحرب أجبرت الجيشين الأوكراني والروسي على اللجوء إلى أسلحة قديمة أحياناً، والقيام بتجديدات "غريبة".
تعاني أوكرانيا من نقص حادٍ في المعدات أحيانًا، في مواجهة الجيش الروسي الذي يفوقها عدّةً وعديدًا. وإذا كانت الجمهورية السوفياتية السابقة نجحت في تأسيس كتائب ووحدات عسكرية مجهزة بأسلحة غربية ومدربة نسبياً، فإنها لا تزال تعاني من نقص حادّ في أنظمة الدفاع الجوي.
في السابق انتشرت صور في وسائل التواصل لمدرعات تابعة للجيش الروسي، وسلّح بعضها بمضادات بحرية قديمة جداً. كما عملت موسكو على تركيب أسلحة بشكل غير اعتيادي على عشرات الآليات من طراز MT-LB مضيفة إليها أحياناً منصات صواريخ لمروحيات أو مدافع مورتار.
فوتيرة الاستهلاك العالية جداً التي تتطلبها هذه الحرب أجبرت الجيش الأوكراني أيضاً على القيام بتجديدات "على طريقة الهواة"، أبرزها تسليح شاحنات عسكرية بمضادات مشابهة، بعضها أنتج منذ نحو 70 عاماً.
هل يؤدي دوره على الجبهة؟
المضاد [الذي يظهر في الصورة أعلاه] من طراز 2M-3M وهو سوفياتي الصنع، من عيار 25 ملم وبدأ إنتاجه في خمسينيات القرن الماضي، وتم تركيبه على شاحنة عسكرية روسية من طراز كاماز.
يمكن استخدام هذا المضاد الذي يبلغ مداه أكثر من كيلومترين بقليل لاستهداف الطائرات المسيّرة الصغيرة وبطريقة أقل الطائرات الإيرانية الانتحارية من طراز شاهد 136، أو غيرانيوم-2 وهي النسخة الروسية المطوَّرة منها.
وقد تكون أوكرانيا تحاول الاستفادة من بعض أسلحتها البحرية التي احتفظت بها في المستودعات، إذ أن بحريتها حُيّدت بشكل كامل من ساحة المعركة. فعدا بعض الهجمات المتفرقة بزوارق حربية انتحارية [كما في الفيديو أدناه]، لم يكن حتى الآن للبحرية الأوكرانية دور حقيقي في النزاع المسلح.
عيوب في شبكة الدفاع الجوي
استخدام مثل هذه المضادات في 2023 أيضاً يشير إلى أن أوكرانيا تحاول بشتى السبل ضمان مجالها الجوي وسط نقص حادّ في أنظمة الدفاع الجوي.
فأوكرانيا حالياً تعمل على وجه الخصوص بنظامين أساسيين للدفاع الجوي:
- منظومة إس-300 بعيدة المدى [سوفياتية الصنع]
- منظومة BUK متوسطة المدى [سوفياتية الصنع]
تلك المنظومتان مخصّصتان لحماية الأجواء من المقاتلات والقاذفات الروسية التي تحلّق على علوّ شاهق، ولا يمكنهما اعتراض الطائرات الانتحارية المسيّرة أو درونات الاستطلاع التي تطير أحياناً على ارتفاع منخفض.
إضافة إلى ذلك، لا يمكن إطلاق صواريخ باتريوت الأمريكية المكلفة جداً على طائرات رخيصة مثل غيرانيوم-2 أو لانسيت أو أي درونات أخرى.
أما أنظمة الدفاع الجوي المتنقلة، ومتوسطة المدى مثل نظام غيبراد الألماني أو نظام أفنجر الأمريكي [عربة همفي مزودة برادار وصواريخ ستينغر المضادة للطيران] فعددها البالغ 87 لا يكفي لحماية خطّ جبهة يفوق طوله الألف كيلومتر خصوصاً وأن الحاجة إليها لحماية المدن الداخلية والبعيدة عن خط المواجهات ملحة.
نقطة أخيرة
يمكن أن تساعد مضادات 2M-3M السوفياتية في مهمة حماية الأجواء الأوكرانية. ونشر منها الجيش عدداً لا بأس به في أوديسا على البحر الأسود.
المشكلة الوحيدة في هذه المضادات هي أنها تعمل بالطريق القديمة ولا تعتمد على الرادارات ومن الصعب جداً أن تصيب هدفها في الليل أو خلال عاصفة قوية.