يفتك الجوع بسكان شمال غزة، الذي يعاني من انقطاع الإمدادات الغذائية، وقام الجيش الإسرائيلي بعزله وقصف أحياءه، ولم تستطع قوافل المساعدات التابعة للأمم المتحدة من الوصول إليه إلا في حالات نادرة بسبب الخوف من الاستهداف الإسرائيلي لطواقمها.. لذلك لم يعد أمام الصياد سعيد سوى التوجه للبحر والمجازفة بحياته.
ويقول سعيد يحيى مساري وهو من سكان غزة إن ركوب البحر، أمر خطير لكن الجوع يُرغمه على القيام بذلك على الغم من مقتل ابن عمه بنيران الزوارق الإسرائيلية أثناء تواجده قبالة ساحل غزة من أجل الصيد، يضيف سعيد: "أنا صياد، في الصباح الباكر، رأينا النيران تشتعل في قواربنا وشباك الصيد ومعداتنا. وأقوم الآن بصنع شباك جديدة لمحاولة صيد الأسماك، لكن الوضع خطير، ربما سأموت، لكن ليس لدي خيار آخر".
وكشف التقارير أن معظم العائلات في شمال قطاع غزة باتت تعتمد على علف الحيوانات والحشائش والصبار لسد رمقها، مع استفحال المجاعة بالقطاع، بينما يبحث الأطفال حول المخابز التي تعرضت للقصف، على أمل انتشال الدقيق من الأرض.
ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، توفي ما لا يقل عن 23 طفلاً بسبب سوء التغذية في غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
ويضيف الصياد سعيد يحيى مساري: "عملنا هنا، لكن كان علينا أن نأخذ كل ما لدينا. لم يبق شيء، إنها فوضى. كان ابن عمي يصطاد السمك عندما أطلق الإسرائيليون النار عليه. أصيب في رأسه وتوفي. آخر مرة حاولت فيها الصيد كانت قبل يومين. لكن كان الأمر صعباً. لا يمكننا أن نفعل الكثيرلأننا غالباً ما نتعرض لإطلاق النار بكثافة".
ويتحدث سعيد عن خطورة الذهاب إلى البحر قائلاً: "الزوارق الإسرائيلية تطلق النار علينا، لكن لا بد لنا من القيام بذلك. إننا نخاطر بحياتنا من أجل الحصول على الطعام”.
ويضيف: "أشتاق إلى البحر، وصيد الأسماك. لكن الوضع أصبح خطيراً. أريد أن تعود الأمور مجدداً، وأن يتحسن الوضع ويرفع الحصار وتتحسن حياتنا".