الجورجيون يتوجهون إلى صناديق الاقتراع: هل ستكون هذه آخر انتخابات حرة في البلاد؟

منذ 3 ساعة 15

هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية

توجه الجورجيون إلى صناديق الاقتراع يوم السبت في انتخابات تُعتبر حاسمة لمستقبل البلاد الأوروبي، حيث يخشى العديد من أنصار المعارضة أن تكون هذه آخر انتخابات حرة في حال فاز حزب "الحلم الجورجي" الحاكم، المؤيد لروسيا، بالأغلبية.

سيختار الناخبون 150 نائبًا من 18 حزبًا، ويعتقد الكثيرون أن هذه الانتخابات قد تكون من أهم التصويتات في حياتهم، إذ ستحدد ما إذا كانت جورجيا ستسير نحو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أو ستتجه نحو الاستبداد تحت النفوذ الروسي.

هيمنت السياسة الخارجية على الحملة الانتخابية في جورجيا، التي يبلغ عدد سكانها 3.7 مليون نسمة، واشتملت على صراع مرير على الأصوات واتهامات بحملة تشويه. اشتكى بعض الجورجيين من تعرضهم للترهيب والضغط للتصويت لصالح الحزب الحاكم، حيث اتهمت المعارضة الحزب بشن "حرب هجينة" ضد مواطنيها.

وقبيل الانتخابات البرلمانية، تعهد بيدزينا إيفانيشفيلي، مؤسس الحزب الحاكم، بحظر أحزاب المعارضة في حال فوز حزبه. وخلال تجمع مؤيد للحكومة في العاصمة تبليسي، قال إيفانيشفيلي إن الحزب سيحاسب أحزاب المعارضة "محاسبة كاملة تحت كامل قوة القانون" على "جرائم الحرب" التي ارتكبت ضد شعب جورجيا، لكنه لم يوضح طبيعة هذه الجرائم.

تشير استطلاعات الرأي إلى أن حوالي 80% من الجورجيين يؤيدون الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ويُلزم الدستور الجورجي قادته بالسعي للانضمام إلى هذا التكتل وحلف شمال الأطلسي. ومع ذلك، عُلقت مساعي جورجيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بعد أن أقر الحزب الحاكم "قانونًا روسيًا" يحد من حرية التعبير.

فيما دعت الرئيسة الجورجية سالومي زورابيشفيلي أحزاب المعارضة إلى التوحد، إلا أنها قوبلت بالرفض، حيث وقعت الأحزاب على "ميثاق" يتضمن تنفيذ الإصلاحات المطلوبة من الاتحاد الأوروبي. وقد عبرت زورابيشفيلي عن اعتقادها بأن معظم الجورجيين سيشاركون في الانتخابات على الرغم من حالات الترهيب واستخدام موارد الدولة من قبل الحكومة.

في سياق الحملة، وضع حزب "الحلم الجورجي" لوحات إعلانية تقارن بين صور بالأبيض والأسود للدمار في أوكرانيا وصور ملونة للحياة في جورجيا، بجانب شعار "قل لا للحرب - اختر السلام". على الرغم من أن الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة أكدا سعيهم للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، إلا أن القوانين التي أقرها حزب "الحلم الجورجي" قد علقت هذا الأمل.

شهدت الحملة الانتخابية انقسامًا حادًا في الآراء، حيث عبر الناخبون المؤيدون للحكومة عن عدم رؤيتهم الانتخابات على أنها خيار بين روسيا وأوروبا. وقالت لاتافرا داشنياني، إحدى الناخبات، إن التصويت لصالح الحزب الحاكم سيضمن دخول جورجيا إلى أوروبا "بكرامة".

فُتحت صناديق الاقتراع في الساعة الثامنة صباحًا بالتوقيت المحلي وستُغلق بعد 12 ساعة، حيث يتنافس الحزب الحاكم مع ثلاثة تحالفات: حركة الوحدة الوطنية، وائتلاف من أجل التغيير ليلو، وجورجيا القوية. بينما أكد حزب جاخاريا من أجل جورجيا، الذي أنشأه رئيس الوزراء السابق جيورجي جاخاريا، أنه لن يدخل في تحالف مع أي طرف، ولكنه سيدعم المعارضة لتشكيل الحكومة.