قال البيت الأبيض في بيان رسمي مفصّل إن صاحب الدار المستر جو بايدن رد على سؤال لم يطرح عليه لأنه لم يسمع جيداً ما قاله له أحد الصحافيين، بسبب أزيز الطائرة الرئاسية التي تستعد للإقلاع من تل أبيب.
قد يكون هذا، وقد يكون أن شاغل البيت الأبيض، والمرشح لولاية ثانية، قد أصبح في الحادية والثمانين من العمر، وهي سن يتضاعف فيها أزيز الطائرات حتى لو كانت الرئاسية. وقد اعتاد الناس حول العالم، منذ فترة، منظر المستر بايدن واقعاً، أو يلمه رجل من الحرس، أو يقسو رسامو الكاريكاتور على شيخوخته.
ثمة مسائل يتساوى فيها خلق الله، منها الشيخوخة. ويتساوى الرؤساء، وكبار السن سواء كانوا ديمقراطيين في البيت الأبيض، أو شيوعيين في الاتحاد السوفياتي. وقد شهد العالم، عرضاً مؤسفاً لسادة الكرملين يتداولهم الهزيع الأخير. فالرئيس ليونيد بريجنيف ظل حتى آخر حياته يعاني من تصلب الشرايين، والاعتماد على المسكنات. وامتلأت موسكو بالنكات حول عدم قدرته على قول جملة مفيدة. وخلفه يوري أندروبوف، الذي أمضى في الحكم 15 شهراً، ثم توفي بسبب فشل كلوي، ثم خلفه الثمانيني قسطنطين تشرنينكو، مدمن السيجارة الذي لم يعد قادراً على صعود درج المنصة في الاحتفالات. وتم تركيب «قلم اقتراع» لكي يبدو كأنه يدلي بصوته. وبعدها بأسبوعين فارق الحياة عام 1985.
في أميركا اليوم تغمر الشيخوخة رجال البيت الأبيض والكونغرس. و34 في المائة من الأميركيين يقولون إن بايدن لن يكمل ولايته الثانية، وإن أميركا ستجد نفسها أمام كاميلا هاريس في البيت الأبيض. وبين الذين دعوا بايدن إلى عدم الترشح كان ديفيد إغناطيوس، المعروف عادة بأنه «كاتب الرؤساء» ومحاميهم.
يصغر دونالد ترمب منافسه والرجل الذي هزمه بثلاث سنوات فقط. وكان ترمب ينتقد «التخلف الذهني» عند بايدن، ثم قال إن «العالم يتجه نحو الحرب العالمية الثانية». هذه ليست أميركا التي انتخبت جون كينيدي رئيساً وهو في الثالثة والأربعين من العمر، أو التي معدل أعمار رؤسائها 55 عاماً.
سوف يساعد اللوبي الإسرائيلي بايدن على الفوز مرة أخرى، خصوصاً أن ترمب غارق في القضايا القانونية، الواحدة بعد الأخرى. لكن أحداً لا يستطيع أن يزيد أو أن ينقص في عمره عاماً واحداً. أكمل هنري كيسنجر المائة، ويكملها جيمي كارتر هو أيضاً بكل وعيه. لكن كليهما بلا مسؤوليات حكومية أو سواها. لقد وضع البشر حدوداً للقدرة على العمل في كل مهنة، ونظم الاختصاصيون جدول التقاعد. وهو للمناسبة، أقصر ما يكون عند العسكريين، لما تتطلبه أعمالهم من طاقة. لكن الرئاسة والمناصب المنتخبة لا تخضع لهذا النظام، وإنما لطبيعة الحياة. الرد على السؤال: «الخطأ قد يسبب كارثة».