بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 28/01/2023 - 18:21
بيتر بافيل وزوجته - حقوق النشر Petr David Josek/Copyright 2023 The AP. All rights reserved
فاز الجنرال المتقاعد في قوات حلف شمال الأطلسي بيتر بافيل على منافسه رئيس الوزراء السابق أندريه بابيش في الجولة الحاسمة من الانتخابات الرئاسية التشيكية، وفق ما أظهرت نتائج فرز شبه نهائي للأصوات.
وأعلن مكتب الإحصاءات أن بافيل حصد نحو 57 بالمئة من الأصوات وفاز على منافسه الملياردير بابيش الذي نال نحو 43 بالمئة، وذلك بعد فرز أكثر من 93 بالمئة من الأصوات.
وعلى غير العادة شهدت الانتخابات في جمهورية التشيك العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي والبالغ عدد سكانها 10,5 ملايين نسمة، إقبالا كثيفا بلغت نسبته نحو 70 بالمئة بعد حملة انتخابية حامية اتّسمت بالجدل وصولا إلى تهديدات بالقتل وتهم بممارسة الخداع.
وسيخلف بافيل الرئيس المنتهية ولايته ميلوش زيمان البالغ 78 عامًا وهو رجل سياسي تثير مواقفه الانقسام، أقام علاقات وثيقة مع موسكو قبل أن يغيّر موقفه بشكل جذري عندما غزت روسيا أوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
تصدر بافيل نتائج الجولة الأولى من الانتخابات قبل أسبوعين بحصوله على 35,4% من الأصوات متقدّمًا بفارق ضئيل على بابيش الذي نال 35% من الأصوات.
مذّاك يتلقى بابيش وعائلته تهديدات بالقتل، فيما يتعرّض بافيل لحملة تضليل وقد سرت شائعة بوفاته.
ورغم أن منصبه فخري إلى حد كبير، فإن الرئيس التشيكي هو الذي يعين الحكومة ويختار محافظ البنك المركزي وكذلك قضاة المحكمة الدستورية ويتولى مهمة القائد العام للقوات المسلحة.
لدى إدلائها بصوتها في بلدة دوبريتشوفيتسي الصغيرة الواقعة جنوب غربي براغ صباح السبت، قالت إيرينا تشيهيلكوفا في تصريح لفرانس برس إن على الرئيس الجديد أن يخدم البلاد على نحو جيد.
وتابعت "يجب أن يكون صريحا وودودا، أن يكون مصدر قوة للبلاد، وألا يتسبب بمشاكل في الخارج على غرار بعض من رجال الدولة التشيكيين".
"لا خيار أفضل"
سيكون بافيل رابع رئيس لجمهورية التشيك منذ تأسيسها في العام 1993 في أعقاب انهيار الاتحاد السوفييتي وانفصالها سلميا عن سلوفاكيا.
وسبق أن تعاقب على المنصب فاتسلاف هافيل المناهض للشيوعية من العام 1993 وحتى العام 2003، ومن ثم الخبير الاقتصادي فاتسلاف كلاوس (2003-2013) وزيمان الذي تنتهي ولايته الثانية والأخيرة في آذار/مارس.
ترأس بافيل وهو عسكري وجنرال سابق يبلغ 61 عاما اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي من 2015 إلى 2018.
كان بافيل مظليا من النخبة وقد ساعد ذات مرة في تحرير جنود فرنسيين من منطقة حرب صربية-كرواتية.
على غرار بابيش، كان بافيل عضوا في الحزب الشيوعي في ثمانينيات القرن الماضي. لكن مذّاك أصبح الرجل الشغوف بالدراجات النارية ذات المحركات القوية، مدافعا شرسا عن عضوية البلاد في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
ونقل عنه الموقع الإلكتروني لحملته الانتخابية قوله "لا خيار أفضل لدينا. علينا أن نغتنم الفرص التي توفّرها لنا العضوية وان نحاول تغيير ما لا يعجبنا".
وتابع "التشيك دولة سيدة كاملة العضوية، لذا لا يمكننا ان نكتفي بالجلوس والصمت والإيماء ومن ثم انتقاد النتائج. علينا أن نكون أكثر نشاطا وفي الوقت نفسه بنّائين".
تعهّد بافيل بأن يكون رئيسا مستقلا متحررا من ضغوط الأحزاب السياسية وبالمضي قدما في دعم أوكرانيا التي ترزح تحت وطأة الغزو الروسي، في نيل العضوية في الاتحاد الأوروبي.
وقال "على أوكرانيا في المقام الأول أن تلبي كل الشروط لكي تصبح عضوا، على غرار تحقيق تقدم على صعيد مكافحة الفساد. لكنّي أعتقد أن من حقّها أن تنال الفرصة نفسها التي نلناها في الماضي".
كذلك سبق أن أعرب بافيل عن تأييده لزواج المثليين وحق الأزواج المثليين في التبني.
وقال "احترم مبدأ الحرية والمساواة لكل الأشخاص بموجب القانون"، وأضاف "أعتقد أيضا أننا مجتمع متسامح".