"الجثة تتحدث".. ميت برىء تم اتهامه بالاعتداء على ابنته.. تفاصيل

منذ 8 أشهر 87

الموتى لا يكذبون، يخبرونك بالحقيقة، أو فقط يصمتون، هكذا هي الحياة داخل ثلاجة الموتى لا حديث سوى بالحقيقة، فهنا عالم لا يعرف الكذب والنفاق.

في عالم الموتى قصص وروايات لا يتحدث بها الموتى، بل يرويها الذين يعيشون لحظات ولو قليلة بالقرب منهم، ففي هذا العالم العديد من القصص التي تكشف فيه الجثث عن هوية من قتلها، فالجثة نعم تتحدث لكنها تتحدث بأساليب لا يفهمها سوى المختصين والذين يعيشون لحظات مقربة من هذه الجثث ومن بين هؤلاء الأطباء الشرعيين، الذين يساهمون بشكل كبير في كشف ألغاز وكواليس العديد من القضايا.

على مدار 30 حلقة في شهر رمضان المبارك يقدم اليوم السابع سلسلة" الجثة تتحدث"، عن قصص كشف فيها الطب الشرعي عن جرائم قتل غيرت مسار العديد من القضايا الجنائية.

هذه القضية من كتاب "أصدقائي الموتى شكرا" للدكتور محمد جاب الله عن دار إشراقة.

بدأت هذه القضية بطلب من النيابة بالكشف الطبي الشرعي على فتاة في السابعة عشر من عمرها، لبيان ما إذا كانت تعرضت لاعتداء جنسي من عدمه، وتحديد زمن الواقعة.

المتهم في هذه القضية كان والد الفتاة.. فالفتاة التي تعيش بمفردها مع والدها بعدما هجرت الأم المنزل، نظرا لسوء أخلاق الأب، على حسب رواية الفتاة، اتهمت والدها بالاعتداء عليها بعد عودته متأخراً تحت تأثير المخدر، والتعدي عليها رغم توسلاتها له بتركها.

بالكشف الطبي تبين بالفعل أن الفتاة تعرضت لاعتداء أفقدها عذريتها في الموعد الذي ذكرته في التحقيقات.

الطبيب الشرعي قام بأخذ عينة من الفتاة لبيان وجود أي آثار لسائل منوي واستخلاص الحامض النووي منه ومقارنته بالحامض النووي بالأب.

تم إرسال التقرير المبدئي للنيابة العامة عن حالة الفتاة.

وخلال أسبوع أرسلت النيابة الأب المتهم للطب الشرعي للكشف عن قواه العقلية، ومدى تعاطيه للمواد المخدرة، والذي تبين أنه في كامل قواه العقلية.

الأب المتهم بدأ في رواية قصته للطبيب الشرعي خلال الكشف عليه، والذي بدأت باستيلائه على ورث إخوته بتوكيل رسمي من والده ورفضه توزيع التركة وفقا للشرع، لتمر الأيام ويصاب بعدة أمراض من جراء تعاطي المخدرات، ليقرر بعدها رد حقوق أشقائه وهو الأمر الذي أغضب زوجته التي هاجمته غضبا من رده لحقوق أشقائه خوفا على تركته وطمعا في ميراثه.

الأب أكمل أنه ونظراً لإصابته بمرض السكر، لا يستطيع إقامة أي علاقة مع أي سيدة، وأن القضية قامت زوجته بتلفيقها له بالمشاركة مع ابنته لمنعه من رد حقوق أشقائه وطمعا في الميراث الكبير.

طلب الطبيب الشرعي إجراء مزيد من الفحوصات على الأب من النيابة العامة التي وافقت على إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لبيان حالته.

وكانت المفاجأة أن الأب المتهم والتي أثبتتها الفحوصات الطبية أنه يعاني من عجز جنسي كامل، ليس هذا فحسب لكنه أيضا مصاب بضعف في عضلة القلب، وتليف بالكبد وضمور بالكليتين، فحالته الطبية لا تسمح بارتكاب هذه الجريمة كما ادعت ابنته.

مرت بعض الأيام لتأتي إشارة جديدة من النيابة للطبيب الشرعي بمعاينة جثمان الفتاة التي اتهمت والدها بالاعتداء عليها، نعم لقد توفت الفتاة.

النيابة كشفت أن الأم هي المحرضة على الواقعة بعد أن اتفقت مع ابنتها على الزواج عرفيا من خطيب ابنتها على ومواقعتها ومن ثم اتهام الأب بواقعة الاعتداء للاستيلاء على ميراث الأب الذي بلغ 10 ملايين جنيه.

ورغم دخول الأب السجن لكن الأم حاولت قتله داخل السجن بعدما علمت أنه يقوم بالتعاون مع المحامي الخاص به لرد حقوق أشقائه.

الفتاة علمت بنية الأم على قتل والدها فرفضت الأمر ونشبت مشاجرة بينهما دفعت فيها الأم ابنتها لتقع من أعلى السلم وتفقد حياتها على الفور.

تم القبض على الأم وخطيب الفتاة بعد توجيه الاتهامات لهما بتدبير واقعة الاعتداء على الفتاة من قبل الأب.

القصة لم تنته هنا، فالقصة المأساوية اكتملت بعدما علم الأب داخل محبسه بوفاة ابنته، ليصاب بصدمة حادة ويتوفى هو الأخر ليلحق بابنته الصغيرة.

هكذا بدأت القصة باتهام للأب وانتهت بوفاة الأب والابنة في قصة مأساوية وحزينة.