الجثة تتحدث.. مشاجرة فى الجيم تكشف عن قتل بطريقة شيطانية لشاب

منذ 8 أشهر 81

الموتى لا يكذبون، يخبرونك بالحقيقة، أو فقط يصمتون، هكذا هي الحياة داخل ثلاجة الموتى لا حديث سوى بالحقيقة، فهنا عالم لا يعرف الكذب والنفاق.

في عالم الموتى قصص وروايات لا يتحدث بها الموتى، بل يرويها الذين يعيشون لحظات ولو قليلة بالقرب منهم، ففي هذا العالم العديد من القصص التي تكشف فيه الجثث عن هوية من قتلها، فالجثة نعم تتحدث لكنها تتحدث بأساليب لا يفهمها سوى المختصين والذين يعيشون لحظات مقربة من هذه الجثث ومن بين هؤلاء الأطباء الشرعيين، الذين يساهمون بشكل كبير في كشف ألغاز وكواليس العديد من القضايا.

على مدار 30 حلقة في شهر رمضان المبارك يقدم اليوم السابع سلسلة" الجثة تتحدث"، عن قصص كشف فيها الطب الشرعي عن جرائم قتل غيرت مسار العديد من القضايا الجنائية.

هذه القضية من كتاب "أصدقائي الموتى شكر" للدكتور محمد جاب الله عن دار إشراقة.

بدأت هذه القصة بمشاجرة داخل "جيم" بين عدد من الشباب توفي فيها أحدهم متأثراً بإصابته، ولكن كان للقضية أبعاد أخرى فالشاب المتوفي كان مسيحيا، وتجمهر عدد من أصدقائه وأهله خارج "المشرحة".

ويروي الدكتور محمد جاب الله، الشاب كان بصحبة صديقه داخل الجيم ووقعت المشاجرة مع مجموعة من الشباب تسببت في إغماء الشاب، ثم أفاق واتجه إلى منزله وتناول وجبة الغداء وذهب للنوم، لكنه لم يستيقظ، وتم نقله إلى المستشفى التي أعلنت وفاته.

العديد من الشهود أكدوا أن الشاب غادر الجيم في صحة جيدة بعد انتهاء المشاجرة، مما جعل القضية معقدة فهل مات الشاب نتيجة المشاجرة التي تعرض لها، أم أنها وفاة طبيعية.

كانت الجثة لشاب في منتصف العشرينيات من العمر، ذي بنية قوية وطوله حوالي 190 سنتيمترات، وكان وجهه مليئا بالخدوش مع وجود كدمات بالجهة اليمنى من الوجه، وكدمات أخرى بأنحاء متفرقة من الجسم، وكانت الكدمات في ظاهرها غير مصحوبة بإصابات ظاهرية قاتلة.

بعد فحص جميع أجزاء الجسم تبين أنها سليمة إلا من بعض الكدمات البسيطة، ولم يتبقى سوى فحص الجمجمة.

بعد فحص الجمجمة تبين ظهور تجمع دموي متجلط كبير فوق الأم الجافية المغطية للمخ، وكان هذا التجمع الدموي ضاغطاً على المخ من الناحية الجدارية اليمنى، وكان المخ متورما بشدة، مع وجود كدمات متعددة بالجهة اليسرى من المخ.

كانت هذه الإصابات كفيلة بإحداث غيبوبة كاملة للمجني عليه قد تعقبها الوفاة نتيجة الضغط على مراكز المخ المتحكمة في التنفس  وضربات القلب، وهو ما يسبب الوفاة.

تم إعداد التقرير النهائي وبدأت محاكمة الشباب المتهمين، لكن وفي خلال جلسة المحاكمة ومناقشة الطبيب الشرعي الذي فوجئ بوجود فيديو للواقعة داخل الجيم وطلب الاطلاع عليه لشرح تفاصيل الوفاة للمجني عليه.

الفيديو كان يحمل مفاجأة كبيرة تقلب القضية رأسا على عقب، بل تنسفها بالكامل، بمجرد رؤية الطبيب الشرعي للفيديو مرة بعد مرة كشف عن وجود قاتل ليس من ضمن المتهمين في القضية من الأساس.

المشاجرة كانت بين المجني عليه و4 شباب كان هو أقواهم وقادر على الدفاع عن نفسه بقوة، لكن حدث شيء عجيب سقط المجني عليه أرضا بشكل مفاجئ نتيجة كدمة في الرقبة، لكنه وفور سقوطه على الأرض اندفع نحوه شخص غريب، وقام بضرب رأسه من الجهة اليمنى في الأرض عدة مرات في حين كان الجميع يظنه يحاول إفاقة المجني عليه.

وبعد إفاقة المجني عليه لم يشعر بحجم الإصابة ومارس حياته الطبيعية، ولكن الضرر والنزيف بالمخ  كان قد بدأ بالفعل، وبالتدريج ارتفع ضغط الدم وبمرور الوقت كان النزيف  يضغط على المخ أكثر وأكثر، إلى أن دخل في غيبوبة ثم الوفاة.

اتضح أن هذا الشخص الذي قام بقتل الشاب هو صاحب الجيم، وادعى محاولة إفاقته وهو يقوم بضرب رأسه عدة مرات في الأرض، فأمرت المحكمة بإخلاء المتهمين الخمسة من القضية، كما أمرت بضبط وإحضار المتهم الجديد "صاحب الجيم".