رغم الأزمة الاقتصادية التي تمر بها تونس وتأثير التضخم الذي بلغ معدلات قياسية على حياة المواطنين وقدرتهم على الإنفاق، إلا أن عيد الأضحى لا يزال يحافظ على مكانته، كواحد من أبرز المناسبات قدرة على تنشيط الحركة التجارية في البلاد. لكن هذا العام يشهد عزوفا عن شراء الأضاحي نظرا لتراجع المقدرة الشرائية.
هذا العام، شهدت أسعار الأغنام قبل عيد الأضحى في تونس، ارتفاعاً كبيراً مقارنة بالأعوام الماضية، في حين يشتكي التونسيون من تدهور مقدرتهم االشرائية نتيجة الأوضاع الاقتصادية المتردية في البلاد.
ودعا رئيس غرفة القصابين أحمد العميري، مفتي تونس، إلى إلغاء عيد الأضحى بسبب نقص قطيع الماشية وغلاء أسعار اللحوم، كما طالب العميري بضرورة تحديد سعر موحّد للحوم.
وأكد العميري، أن إنتاج اللحوم هذا العام، غير كاف ولا يمكّن من تغطية نصف الطلبات، هذا وتصل سعر الأضحية إلى أكثر من 1500 دينار تونسي.
ويعود التهاب أسعار الأضاحي إلى عدة أسباب، من بينها الارتفاع القياسي لكلفة الأعلاف وحالة الجفاف التي تمر بها البلاد ما ساهم في تراجع اعتماد المزارعين على الرعي.
لكن رغم موجة الغلاء الجامح وتصاعد الأسعار، تُحرّك رغبة التونسيين في الحفاظ على عادات عيد الأضحى، الأسواق، حيث تشهد أغلب القطاعات والحرف المرتبطة بالعيد فترة انتعاش مستفيدة من تمسّك الأسر بإحياء شعائر العيد على أكمل وجه.
وتعيش أسواق تونس منذ أيام، في أغلب محافظات البلاد، على وقع الاستعداد للعيد، حيث تنتشر في أغلب الأحياء والتجمعات السكنية الكبرى ساحات مخصصة لبيع الأضاحي وباقي حاجيات العيد.
ويسعى التونسيون بمختلف طبقاتهم إلى المحافظة على عادات العيد في حدها الأدنى، بسبب الضائقة المالية التي تواجهها الأسر وارتفاع أسعار غالبية المواد الغذائية والخدمات أيضاً، ويكتفون هذا العام بالقليل، حيث انخفض إقبالهم على الحلويات التقليدية، التي لا تغيب عادة عن المناسبات والزيارات العائلية.