السؤال:
انا اعمل في شركه سياحه تبع دبي وتملك فنادق في دبي بها خمور ودعارة وطبيعه شغلي ان اعمل علي جذب العملاء الي دبي عن طريق رحلات سياحية ومن ضمن هذه الرحلات السياحية نزول العملاء الي الفنادق التي بها خمور والتسويق لها ويعمل فريق اخر علي جذب هولاء العملاء الي الإستثمار في هذه الفنادق بان يستاجرو جزء منها فهل هذا حرام وفي ذلك تعاون علي الاثم والعدوان ام لا مع العلم بان هولاء الناس يأتون الي دبي في الغالب لشرب الخمر وهكذا وهدف الشركه هي استثمار هولاء العملاء في الفنادق التي تبيع الخمور
الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ
فإن كان الحال كما ذكرت أن شركة السياحة التي تعمل بها تمتلك فنادق تقدم الخمور، وأن أكثر النزلاء يشربون الخمر:- فلا يجوز لك العمل فيها؛ لأن مِن شرطِ حِلِّ العملِ، أن تكونَ منفعتُهُ مباحةً شرعاً، فيحرُمُ الاستئجارُ على معصيةٍ، أو ما يُستَعَانُ به على فعلِ المعصيةِ؛ فلا يجوزُ حملُ العنبِ لمن عُلِمَ أنه يتخذُه خمراً، أو خياطةُ ثيابٍ للمعصيةِ، أو العملُ في مكانٍ يُقَدِّمُ خمورًا أو لحمَ خنزيرٍ، أو غيرَ ذلكَ مما حرَّمَهُ اللهُ؛ قال الله – تعالى -: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة:2]؛ ولأن النهي عن المنكر واجب محتم وأقل أحواله هو الإنكار بالقلب، ومن شرطه البعد عن مكان المنكر؛ قال الله تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ} [النساء: 140]، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ))؛ رواهُ مسلمٌ.
ولمزيد فائدة يراجعْ على موقعِنا الفتاوى: " العمل في مطعم يقدم الخمور - وحكم التداوي بالخمر، حكم العمل في وظيفة في إعانة على الحرام، حكم التجارة في الفنادق، أعمل مندوباً للمبيعات في أحد الفنادق، فما الحكم؟".
واعلمْ أن من تَرَكَ شيئاً للهِ؛ عوَّضهُ اللهُ خيرًا منه؛ كما صحَّ عن رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وقالَ الله - عزَّ وجلَّ -: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}، وقال الله – تعالى -: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً}،، والله أعلم.