التريث و"الفحص الكامل" سيدا الموقف .. كيف ردّت إيران على رسالة ترامب؟

منذ 3 ساعة 14

ردّت إيران على الرسالة التي بعث بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، قائلة إنها ستعكف على الرد بعد "الفحص الكامل" للرسالة، وفق ما أفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل باقري.

في 5 مارس/آذار الجاري، أرسل ترامب رسالة إلى خامنئي، ثم أجرى مقابلة تلفزيونية في اليوم التالي أكد خلالها على محتوى الرسالة قائلاً: "كتبت لهم رسالة أقول فيها: آمل أن تتفاوضوا، لأنه إذا اضطررنا للتدخل عسكريًا، سيكون الأمر فظيعًا". ورغم التوترات القائمة، أصر ترامب على أن التوصل إلى اتفاق جديد مع إيران لا يزال ممكنًا.

وجاءت هذه الرسالة في وقت حساس، حيث فرض الرئيس الأمريكي عقوبات جديدة على إيران في إطار حملته "أقصى الضغط" التي تستهدف الاقتصاد الإيراني، وأكد أيضًا أن الخيار العسكري ضد إيران لا يزال مطروحًا، رغم تأكيده على إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد.

فيما يتعلق بردود الفعل الإيرانية، فقد سخر خامنئي من ترامب، بينما أشار دبلوماسيون إيرانيون إلى أن المفاوضات حول ضمانات بعدم سعي طهران للحصول على أسلحة نووية قد تكون ممكنة. ومع ذلك، أكد هؤلاء الدبلوماسيون أن المفاوضات لا يمكن أن تتم تحت الضغط الأمريكي، وهو ما أكده خامنئي.

من جانبه، دعا وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى استئناف المفاوضات وفق شروط تخدم المصالح الوطنية الإيرانية، مؤكدًا رفض بلاده للضغوط الأمريكية.

القلق الدولي من البرنامج النووي الإيراني

وبينما تؤكد إيران أن برنامجها النووي سلمي بحت، فإن التهديدات المستمرة من المسؤولين الإيرانيين بالسعي للحصول على سلاح نووي تثير قلق الغرب. تقوم إيران الآن بتخصيب اليورانيوم إلى مستويات قريبة من المدى العسكري (60%)، مما يجعلها الدولة الوحيدة في العالم التي تقوم بهذا بينما لا تمتلك برنامج أسلحة نووية.

في تقرير سابق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تم الكشف عن أن مخزون إيران من اليورانيوم قد وصل إلى 8,294.4 كيلوغرامات، بينما كان بموجب الاتفاق النووي الأصلي لعام 2015، مسموحًا لإيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة لا تتجاوز 3.67%.

العلاقات المتوترة بين إيران والولايات المتحدة

تعود جذور التوترات بين إيران والولايات المتحدة إلى ما بعد ثورة 1979 الإسلامية التي أطاحت بالشاه محمد رضا بهلوي، الذي كان حليفًا استراتيجيًا للولايات المتحدة في المنطقة. ومنذ ذلك الحين، تدهورت العلاقات بشكل كبير، وخاصة بعد أزمة الرهائن في السفارة الأمريكية في طهران عام 1979.

وبعد اتفاق نووي تاريخي بين إيران والسلطات العالمية في 2015، انسحب ترامب من الاتفاق في 2018، مما أضاف مزيدًا من التوترات في المنطقة. استمرار هذه الخلافات يعكس العقوبات والضغوط الأمريكية المستمرة على إيران.