باتت التحديات التي تواجهها البشرية في مكافحة التغيرات المناخية، أكبر من أي وقت مضى، فالتقارير الأخيرة جميعها تؤكد أن الوضع قاتم للغاية، وتداعيات التغير المناخي ستؤثر سلبًا على دول عدة، وقد تؤدي في النهاية إلى اختفائها تمامًا، أو انعدام وجود حياة بشرية من الأساس فيها، ولن تنفع حينها أي تنمية اقتصادية نشأت بسبب احتراق الوقود الأحفوري الذي ساهم بالفعل في ارتفاع حرارة الأرض قرابة 1.1 درجة مئوية، إذا ما قارنا الوضع بعصر ما قبل الثورة الصناعية، فنجد الآن أن موجات الحر والجفاف والعواصف والفيضانات المدمرة قد تضاعفت، وازدادت وتيرة الكوارث الطبيعية في كل قارات العالم تقريبًا، ما يجعل التطلعات نحو حلول حقيقة خلال “كوب 27” أكبر من أي وقت مضى.
وكشف تقرير لمؤسسة "ماعت" حول التأثيرات المناخية التي يشهدها العالم، وتؤثر بشكل كبير على المدن والمواطنين بشكل كبير، أن 23 تريليون دولار خسائر الاقتصاد العالمى بحلول 2050، كما أن هناك 72 مليار دولار خسائر اقتصادية فى النصف الأول من عام 2022، وأن تكلفة تكيف الدول النامية 300 مليار دولار مع تغيرات المناخ 2030، موضحا أن 2 إلى 9 % من ناتج الدول الإفريقية تنفق لمواجهة آثار تغير المناخ، كما أن حجم الخسائر الإقتصادية الأمريكية خلال العام الماضى وصل إلى 145 مليار دولار.