الازدواجية تثير الغضب الفرنسي: باكو تسجن فنان غرافيتي فرنسي وتفرض غرامات على زملائه من جنسيات أخرى

منذ 2 أشهر 34

حكمت محكمة في أذربيجان على فنان فرنسي بالسجن بتهمة الرسم على جدران مترو الأنفاق خلال رحلة فنية كان يقوم بها مع زملائه، بينما كان فنانون آخرون يجرون تجارب مشابهة في أماكن أخرى. وقد أثار هذا الحكم التوترات بين أذربيجان وفرنسا، مُبرزًا الصعوبات في العلاقات بين البلدين.

أدانت وزارة الخارجية الفرنسية ما وصفته بالمعاملة التمييزية التي تعرض لها الفنان الفرنسي ثيو كليرك في أذربيجان.

فقد حكمت محكمة في باكو على كليرك بالسجن ثلاث سنوات في 10 سبتمبر، بسبب رسومات جرافيتي قام برسمها على جدران مترو الأنفاق في العاصمة باكو في 30 مارس. ويعتبر هذا النوع من الفن جزءًا من "فن الشوارع".

بالمقابل، حُكم على فنانين آخرين كانا يعملان معه، الأسترالي بول هان والنيوزيلندي إسماعيل دي سانت كوينتين، بدفع غرامات بسيطة قدرها 3500 يورو لكل منهما، رغم توجيه نفس التهم إليهما.

كما فرضت المحكمة على كليرك دفع غرامة لتغطية تكاليف إزالة الرسوم والأضرار الناتجة عن توقف القطار أثناء اعتقاله. بينما تم احتجاز كليرك من قبل السلطات، وتم إطلاق سراح زميليه ولكن تم منعهما من مغادرة أذربيجان حتى موعد المحكمة.

يشير المحامون إلى أن القانون الجنائي الأذري لا ينص على السجن في مثل هذه الحالات، مما يبرز مدى التباين في التعامل مع قضايا مماثلة.

وكتب المحامي إلشين ساديغوف على صفحته على فيسبوك: "لم يكن هناك اختلاف في ظروف المتهمين، إلا بجنسيتهم". وقال إنه سيستأنف قرار المحكمة.

ويقول المحامون، إن مادة القانون الجنائي التي أدين بموجبها كليرك لا تنص على السجن.

وأشارت وسائل الإعلام الفرنسية إلى أن الحكم المتحيز -حسب وصفها- ضد ثيو كليرك هو دليل آخر على تدهور العلاقات بين باريس وباكو.

وتتهم أذربيجان فرنسا بأنها أهم حليف لأرمينيا وتقف إلى جانبها في قضية ناغورني قره باغ.

وتتهم باريس باكو بالتدخل في شؤونها الداخلية، ولا سيما بدعم الانفصاليين في كاليدونيا الجديدة والمشاركة في الاضطرابات التي اندلعت هناك.

وقبل أيام قليلة من صدور الحكم على كليرك، نشرت وزارة الخارجية الفرنسية رسالة على موقعها، تدعو المواطنين للامتناع عن السفر إلى أذربيجان دون سبب وجيه.

ووصف المكتب الصحفي لوزارة الخارجية الأذرية البيان بأنه "منحاز ولا أساس له من الصحة".