الاحتفاء بتراث فن الوشم بعد عقود من التحريم المجتمعي في المغرب

منذ 10 أشهر 128

يقيم المعهد الفرنسي في الدار البيضاء معرضاَ لصور سيدات مغربيات زيّنت الوشوم وجوهن وأجسادهن خلال أزمنة مختلفة.

ويلقي المعرض الضوء على تراث فن الوشم في المغرب في وقت لا يزال مجتمع المدن الكبرى ينظر إليه بريبة وعدم تقبل على الرغم من تغيّر تلك الفكرة خلال العقد الأخير.

ويقدم المعرض، المقام تحت عنوان "نساء حكيمات"، 12 لوحةً مطبوعة بالشاش الحريري من تصميم الفنانة المغربية المقيمة في فرنسا عايدة ويحتفي بتقاليد الوشم مع تسليط الضوء على التحديات التي تواجهها المرأة في المجتمع.

وظل الوشم شائعاً لعدة قرون بين نساء ورجال الشعوب الأمازيغية قبل أن تتغير تلك النظرة وخاصة بشأن وشم 

وتصور بعض تلك الوشوم المعروضة الحرب أو الفروسية أو الطبيعة، بالإضافة إلى رسومات تظهر استعداد المرأة للزواج.

ويرى غايتان بيلان، مدير المعهد الفرنسي في الدار البيضاء، إن الوشم لا يزال من "المحرمات المجتمعية" في المغرب.

ولكنه أكد أن المعرض يسعى إلى "تكريم كل هؤلاء النساء، هؤلاء النساء اللاتي هن إما أمهات أو جدات للعديد من المغاربة والذين أثروا بدقة على طفولة هؤلاء المغاربة والذين لديهم خصائص محددة بعاداتهم وتقاليدهم".

تغيّر النظرة

في مدينة الرباط، يرى نبيل عمورة، وهو صاحب ستوديو لنقش الوشوم، أن نظرة المجتمع بدأت في التغير.

ويقول: "لو عدنا عشر سنوات إلى الوراء، نجد أن الوشم كان تقريبا للرجال فقط في المغرب، لأن أهالي النساء دائما لم يسمحوا لهن بالوشم، خاصة أن الأماكن التي يمكن أن يحصلن فيها على وشم كانت أماكن سيئة السمعة".

ويضيف: "لم تكن هناك ستوديوهات كبيرة مثل اليوم تتمتع بسمعة طيبة حيث يمكن للآباء الذهاب مع بناتهم لمعرفة ما سيفعلونه، والآن تم تطوير كل شيء ونرى العملاء 50٪ من الرجال و 50٪ من النساء".

زينب أشرقة هي إحدى عميلات ستوديو عمورة، تقول إن والديها لا يمانعان رسمها للوشوم ولكنها تعترف بتعرضها لمواقف توبيخ من البعض بسبب وشومها.

وتضيف: "أترك الناس يتحدثون، لأن كل شخص لديه جسده الخاص، والجميع أحرار في فعل ما يريدون بجسدهم".