أعلنت المفوضية الأوروبية أنها ستدفع بالمزيد من المساعدات الإنسانية إلى لبنان بقيمة 30 مليون يورو، وذلك بسبب تفاقم الوضع الإنساني نتيجة الهجمات الإسرائيلية، ليصبح مجموع ما قدمه الاتحاد الأوروبي لهذا العام أكثر من 104 ملايين يورو.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن التمويل الإضافي المخصص للبنان "سيضمن حصول المدنيين على احتياجاتهم في هذا الوقت العصيب"، مضيفة أنها تواصل دعوتها إلى وقف الحرب في لبنان وغزة وإطلاق سراح جميع الأسرى.
الحملات الإسرائيلية على لبنان تفاقم الوضع الاجتماعي والصحي
وقد أدت الحملات الجوية الإسرائيلية إلى مفاقمة الوضع الإنساني الهش في لبنان، حيث دفعت الغارات الإسرائيلية مئات الآلاف من اللبنانيين إلى النزوح من بلداتهم وقراهم، وقتلت أكثر من 1000 شخص بحسب وزارة الصحة، وهي حصيلة قريبة من مجموع القتلى في حرب 2006.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، أغلق أكثر من 30 مركزًا للرعاية الصحية الأولية أبوابه في جميع أنحاء المناطق المتضررة في لبنان، لا سيما مع استهداف الإسرائيليين لمراكز تقديم الرعاية الصحية، منها غارة جوية استهدفت الصليب الأحمر اللبناني وهو يقل مصابين في بلدة الطيبة وأخرى على الهيئة الصحية في منطقة الباشورة ببيروت، والتي راح ضحيتها 7 مسعفين.
مدينة صور في انقطاع من الموارد الأساسية
في هذا السياق، قال رئيس وحدة إدارة الكوارث في مدينة صور، حسن دبوق، أن الوضع الإنساني في المدينة أصبح كارثيًا. صور، التي كانت ملاذًا لآلاف النازحين الفارين من القرى الحدودية منذ عام، تشهد اليوم هجرة جماعية لسكانها، في حين بقي من تبقى منهم معزولين عن بقية البلاد. توسع دائرة الاستهدافات أدى إلى تدهور الأوضاع، خاصة مع انقطاع الحاجات الأساسية مثل الغذاء والوقود، حيث أصبح الموزعون يخشون التوجه إلى الجنوب بسبب تصاعد القصف.
وقد أغلقت إحدى مستشفيات المدينة الأربعة بعد انقطاعها من الوقود، فضلًا عن تضرر مستشفيين آخرين نتيجة قرب الغارات الجوية الإسرائيلية من المراكز الصحية. وبحسب دبوق، "تستقبل مستشفيات المدينة حاليًا قتلى أكثر مما تستقبل جرحى".
بلد أرهقته الأزمات وفقد قدرته على التعافي
لم يشف لبنان من تبعات الأزمة الاقتصادية عام 2019، وأزمة كورونا، حتى حلت كارثة انفجار مرفأ بيروت، ليهوي البلد نحو مستنقع أكثر ظلمة. وقد زادت الانقسامات السياسية، التي انعكست بشكل واضح على الفراغ الرئاسي والحكومي، من حالة الفوضى في البلاد، حتى جاءت الحرب وهجرت مئات الآلاف وزادت من معاناتهم. فبحسب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، عمران رضا، لبنان بلد مرهق، وقد تلاشت قدرته على التأقلم.