حققت الولايات المتحدة رقما قياسيا في الإنفاق الخارجي، إذ أنفقت ما لا يقل عن 17.9 مليار دولار على المساعدات العسكرية لإسرائيل منذ بدء الحرب على غزة وتصاعد الصراع في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وفقا لتقرير حول تكاليف الحرب، صدر الاثنين، في ذكرى هجوم حماس على إسرائيل، يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
في إحصاء أولي للتكاليف التقديرية لما تقدمه إدارة بايدن إلى إسرائيل في حربها في غزة ولبنان، أنفقت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية لم يسبق لها إنفاقها في عام واحد، على إسرائيل التي يصفها تقرير أكاديمي جديد بأنها ربيبة الولايات المتحدة وأكبر متلقٍ للمساعدات العسكرية الأمريكية في التاريخ، حيث حصلت على 251.2 مليار دولار أمريكي منذ عام 1959.
فرغم وجود اتفاق يسري منذ إدارة أوباما، ويقضي بتحديد المبلغ السنوي لإسرائيل بـ 3.8 مليار دولار حتى عام 2028، فإن بايدن قال يوم الجمعة الماضي: ”لم تساعد أي إدارة إسرائيل أكثر مما فعلت“.
ويقول الباحثون المشاركون في إعداد التقرير الصادر يوم الاثنين: إن إدارة الرئيس بايدن بذلت جهودا ”لإخفاء المبالغ الإجمالية للمساعدات، وأنواع الأنظمة من خلال المناورات البيروقراطية“.
وأكد الباحثون أن تمويل الحليف الرئيسي للولايات المتحدة خلال الحرب التي ألحقت خسائر فادحة بالمدنيين، قد أدى إلى انقسام الأمريكيين خلال الحملة الرئاسية، مع أن دعم إسرائيل كان له ثقله في السياسة الأمريكية منذ فترة طويلة.
التقرير الذي انتهى منه الباحثون قبل أن تفتح إسرائيل جبهة ثانية ضد حزب الله في أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، أكد أن الإنفاق وصل حتى الآن 17.9 مليار دولار، علاوة على 4.86 مليار دولار إضافية أُعلى العمليات العسكرية الأمريكية المكثفة في المنطقة منذ هجمات 7 أكتوبر 2023.
فقد ذكر التقرير أن هذه العمليات الإضافية كلفت ما لا يقل عن 4.86 مليار دولار أمريكي، ويشمل ذلك تكاليف الحملة التي تقودها البحرية الأمريكية لقمع الضربات التي يشنها الحوثيون في اليمن على السفن التجارية التي ينفذونها تضامنا مع حركة حماس. ولكن المبلغ لا يشمل المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر وشركاء آخرين في المنطقة.
العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط
كان لدى الولايات المتحدة 34,000 جندي في الشرق الأوسط يوم اخترقت حماس الحواجز الإسرائيلية حول غزة، وارتفع هذا العدد إلى حوالي 50,000 في أغسطس/آب الماضي، عندما كانت هناك حاملتا طائرات في المنطقة، بهدف تثبيط الانتقام بعد الضربة المنسوبة إلى إسرائيل التي قتلت الزعيم السياسي لحماس إسماعيل هنية في إيران. غير أن العدد الإجمالي الآن لا يتجاوز 43,000.
وقد تفاوت عدد السفن والطائرات الأمريكية المنتشرة في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وخليج عدن، خلال العام، ما بين: مجموعات حاملة طائرات ضاربة، ومجموعة برمائية جاهزة، وأسراب مقاتلات، وبطاريات دفاع جوي. وقال البنتاجون إن مجموعة أخرى من حاملات الطائرات الضاربة ستتوجه إلى أوروبا قريبًا جدًا، وقد يزيد ذلك من مجموع القوات مرة أخرى إذا ما تواجدتمما يعني وجود حاملتين في المنطقة في الوقت نفسه.
القتال ضد الحوثيين
انتشر الجيش الأمريكي منذ بداية الحرب لمحاولة التصدي للضربات المتصاعدة من قبل الحوثيين، وهو فصيل مسلح يسيطر على العاصمة اليمنية والمناطق الشمالية، ويطلق النار على السفن التجارية في البحر الأحمر تضامناً مع غزة. ووصف الباحثون التكلفة التي بلغت 4.86 مليار دولار على الولايات المتحدة بـ”التحدي المعقد وغير المتكافئ بشكل غير متوقع وغير المتكافئ“.
استمر الحوثيون في شن هجمات على السفن التي تعبر الطريق التجاري الحيوي، مما أدى إلى توجيه ضربات أمريكية على مواقع الإطلاق وأهداف أخرى. وقد أصبحت الحملة أعنف معركة بحرية جارية واجهتها البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية.
وجاء في التقرير: أن ”الولايات المتحدة نشرت العديد من حاملات الطائرات والمدمرات والطرادات والصواريخ باهظة الثمن التي تقدر بملايين الدولارات ضد طائرات حوثية رخيصة الثمن إيرانية الصنع، والتي تكلف 2000 دولار“.
يوم الجمعة فقط، ضرب الجيش الأمريكي أكثر من عشرة أهداف حوثية في اليمن يوم الجمعة، حيث استهدف أنظمة أسلحة وقواعد ومعدات أخرى، حسبما قال مسؤولون.
وشملت حسابات الباحثين ما لا يقل عن 55 مليون دولار على الأقل من الأجور القتالية الإضافية من العمليات المكثفة في المنطقة.