الإبداع الخيري

منذ 1 يوم 23

نحن في الأسبوع الأخير من رمضان، وأعمال الخير تكثر في هذا الشهر المبارك، وكانت المناداة ألا تقتصر أعمال الخير على بناء دور العبادة فقط مع أهميتها، وأن نهتم بالتعليم الخيري والرعاية الصحية الخيرية، ومن المعروف أن أغلب التبرعات للأعمال الخيرية يقوم بها رجال الأعمال، وإن كان الأمر لا يقتصر عليهم وحدهم؛ لأن تبرعات ذوي الدخول المتوسطة قد تكون أكثر من تبرعات رجال الأعمال، ولكن السفينة الخيرية تحتاج لربان يوجهها.

ولفت نظري في الآونة الأخيرة الإبداع السعودي في الأعمال الخيرية، فهذه جمعية «ارتقاء» الخيرية، التي أبدعت في العمل الخيري من خلال إطلاق حملة «حفظ النعمة التقنية»، وتهدف الحملة لجمع الكمبيوترات التي استغنى أصحابها عنها، ومن ثم إعادة تأهيلها، ثم توزيعها على الطلبة المحتاجين لها وغيرهم من أرباب المهن وغير القادرين على شراء الكمبيوترات، وقد تكون هذه الأجهزة سبباً في تفوق طلاب محتاجين يتخرجون ويصبحون قوة فاعلة في المجتمع، ورافداً من روافد الاقتصاد.

الجميل في هذه الجمعية أنها تصل إلى باب بيتك، وتستلم الأجهزة المستغنى عنها، والأجمل من ذلك أنها تحذف جميع معلومات مستخدم الجهاز قبل تسليمه للمحتاج له، والأكثر جمالاً أنه صدر مرسوم ملكي سعودي يقضي بأن تسلم المنشآت الحكومية جميع أجهزة الحاسب المستغنى عنها لهذه الجمعية طبعاً بعد حذف بيانات الجهة.

ثم نأتي للجمعية التي تشرف عليها الأستاذة لطيفة العفالق، التي درست لـ3 آلاف طالب وطالبة حتى الآن، وعلمتهم تعليماً نوعياً جيداً، وهذا عمل خيري إبداعي.

وهناك جمعية «إطعام» التي بدأت فكرتها بأخذ زائد الموائد، ثم إعادة توزيعه على المحتاجين، لتتطور الفكرة لبنك طعام له موارده الخاصة، ليحاول ألا يعتمد على المتبرعين لضمان الديمومة، ولتُقلد هذه الفكرة في بعض دول الخليج بعد نجاحها في السعودية، وهو تقليد إيجابي.

ما أرجوه أن تعم هذه الأفكار الإبداعية الخيرية العالم العربي، وأن يقود رجال الأعمال السفينة الخيرية لتعليم الأيتام تعليماً جيداً، ومن ثم إطلاقهم لسوق العمل، وكذلك رعاية الموهوبين والمخترعين، والصرف على مواهبهم ومحاولات اختراعاتهم، وقد نجد يوماً ما مخترعاً يكون ذا مردود اقتصادي رائع، يمكن تخصيص نسبة بسيطة من مردوده للجمعية التي رعت الموهوب أو المخترع ردّاً للجميل.

في عالمنا العربي كثير من الخيِّرين الذين يودون المشاركة الفاعلة في أعمال الخير الإبداعية، ولكن ينقصهم من يقوم بتعليق الجرس. ودمتم.