تمر الاثنين الذكرى السنوية الأولى للحرب في السودان، التي بدأت قبل عام بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح برهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو.
أدت الحرب في السودان إلى مقتل آلاف الأشخاص، وأجبرت ثمانية ملايين شخص آخرين على الفرار من ديارهم إلى مناطق أكثر أمنًا، داخل البلاد أو إلى البلدان المجاورة وفقًا لأرقام الأمم المتحدة. لكن الظروف غير المستقرة ونقص المساعدات يدفعان السودان إلى حافة المجاعة.
وقد أصبح وضع الأمن الغذائي "أكبر مصدر قلق" للوكالات الإنسانية العاملة في السودان، وفقاً لرئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، جوستين برادي.
وقال برادي في مقابلة أجريت معه، إن موسم الحصاد هذا العام كان أقل بنسبة 4% على الأقل من موسم العام الماضي، مشيرا إلى أن المكتب تلقى الشهر الماضي تحذيرين موثوقين، من حدوث مجاعة، وقال: "المجاعة ليست كلمة نستخدمها بشكل فضفاض. إنها تعبر عن الحالات الأشد سوءًا، وأخشى أن هذا ما قد يقع فيه الشعب السوداني".
وحذرت هيئة المجتمع الدولي المعنية بتحديد شدة أزمات الجوع الشهر الماضي، من ضرورة اتخاذ إجراء فوري "لمنع انتشار الوفيات على نطاق واسع، والانهيار التام لسبل العيش، وتفادي أزمة جوع كارثية في السودان".
وبحسب التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، فإن الظروف الأمنية وعدم القدرة على الوصول إلى السكان تعني أن الوكالة لم تتمكن من تحديث تقييمها من ديسمبر/كانون الأول، عندما وجدت أن حوالي 18 مليون شخص في السودان يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد؛ منهم حوالي 5 ملايين شخص على بعد خطوة واحدة من المجاعة.
وقال برادي إن المكتب تلقى تقارير عن أشخاص يموتون بسبب سوء التغذية، وآخرين يأكلون أوراق الأشجار، أو يأكلون مرة واحدة فقط في ثلاثة أيام.
ووصف برادي الوضع الإنساني في السودان "بالمظلم جداً"، وقال: "الوضع سيصبح سيئاً للغاية وبسرعة كبيرة، ويمكننا التغلب على تحديات الموارد وتحديات الوصول".
وناشد برادي المجتمع الدولي بالضغط على الأطراف المتحاربة لوقف القتال، وجمع الأموال لخطة استجابة الأمم المتحدة، والسماح بالوصول إلى المناطق الأكثر تضرراً في الخرطوم ودارفور وإقليم كردفان، للمساعدة في عكس مسار الكارثة قبل فوات الأوان.
وقال برادي: "نحن لا نتحدث فقط عن أشخاص قد يموتون بعشرات ومئات الآلاف في الأسابيع والأشهر القادمة. ولكننا نتحدث عن تأثير جنوني حقيقي، قد يستنزف فيه السودان في المستقبل."
منذ بدء الحرب، انهار إنتاج الغذاء وتوقف الاستيراد وارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية بنسبة 45% في أقل من عام، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA).
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير صدر مؤخرًا، إن حركة المواد الغذائية في جميع أنحاء البلاد، لا سيما إلى المناطق الريفية والنائية حيث يعيش معظم السكان، قد تم تقييدها بشدة بسبب النزاع، مما دفع أكثر من 37% من السكان إلى أعلى مستويات أزمة الجوع.
وقبل الحرب بثمانية عشر شهرًا، قاد كل من البرهان ودقلو انقلابًا عسكريًا وأغرقا البلاد في حالة من الفوضى، حيث أطاحا بالحكومة المدنية المعترف بها دوليًا، والتي كان من المفترض أن تقود عملية الانتقال الديمقراطي في البلاد، بعد إطاحة العسكريين في 2019 بعمر البشير الذي حكم البلاد لفترة طويلة، وسط انتفاضة شعبية ضد الحكم المستمر منذ ثلاثة عقود.
وشكّل الانقلاب والحرب ضربة كبيرة لآمال السودانيين في حكم ديمقراطي، بعد عقود من الحكم العسكري والإسلامي الذي حوّل السودان إلى دولة منبوذة لعقود.
وقال خبراء الأمم المتحدة في تقرير قدموه إلى مجلس الأمن الدولي في وقت سابق من هذا العام، إن دارفور تشهد "أسوأ أعمال عنف منذ عام 2005".