الأمن البلجيكي يعثر على 15 مهاجرًا داخل شاحنة تبريد لا تتجاوز حرارتها الدرجتين

منذ 5 ساعة 11

داخل شاحنة تبريد توقفت في مدينة تورناي البلجيكية، كان 15 مهاجرًا، بينهم قاصرون وامرأة حامل، يكافحون للبقاء على قيد الحياة بعد أن أمضوا 24 ساعة في درجة حرارة متدنية لم تتجاوز الدرجتين. لم يكن أحد على علم بمأساتهم، إلى أن كشف صوت خافت من الداخل وجودهم، ليتم العثور عليهم وإنقاذهم في الوقت المناسب.

ما إن ورد البلاغ إلى مركز الطوارئ مساء الخميس، حتى هرعت فرق الإسعاف في مقاطعة والونيا بيكارد إلى المكان، حيث تم نقل المرأة الحامل على الفور إلى المستشفى، بينما قدمت الرعاية الطبية اللازمة للمهاجرين الآخرين الذين كانوا يعانون من الإرهاق وانخفاض في حرارة أجسادهم.

"إنها مأساة إنسانية قبل كل شيء"، قال دومينيك ديبراوير، قائد منطقة شرطة تورناي، مضيفًا: "أن يبقى هؤلاء الأشخاص داخل شاحنة تبريد لمدة 24 ساعة على الأقل هو أمر يفوق الخيال، ولولا تم العثور عليهم في الوقت المناسب، لكانت النتيجة مأساوية." وأوضح أن السلطات تعاملت معهم بكل إنسانية، حيث تم تأمين المأوى لهم، وتقديم الطعام والملابس الدافئة. 

وأشار ديبراوير إلى أن المنطقة التي عُثر فيها على المهاجرين تُعرف بأنها نقطة يستخدمها المهربون لنقل المهاجرين باتجاه المملكة المتحدة، مستغلين موقعها القريب من الطريق السريع ومحطة القطارات، إضافة إلى الممرات المخفية التي تسهل الاختباء والوصول إلى الشاحنات المتجهة نحو القناة الإنجليزية. 

مصير مجهول بانتظار قرار الهجرة

لم تسجل أي اعتقالات حتى الآن، فيما تستعد السلطات لاستجواب المهاجرين بمساعدة مترجمين للكشف عن تفاصيل رحلتهم. ويبقى مصيرهم رهن قرار مكتب الهجرة، الذي سيحدد الخطوات المقبلة بشأن وضعهم.

أما سائق الشاحنة، فقد أكد للشرطة أنه لم يكن على علم بوجود ركاب غير شرعيين على متنها، موضحًا أنه كان يقودها من إيطاليا إلى إنجلترا عندما تعطلت مركبته في منطقة خدمة فروينز. وعند سماعه أصواتًا غريبة من صندوق الشاحنة، أبلغ مدير المرآب الذي بدوره اتصل بالشرطة. 

ووفقًا لمصادر أمنية، يُعتقد أن المهاجرين ينحدرون من إريتريا وإثيوبيا، لكن لم يتم التأكد من جنسياتهم بعد. ومع استمرار تدفق المهاجرين عبر هذه الطرق، يظل السؤال معلقًا حول عدد المآسي التي قد تحدث قبل أن يتم إيجاد حلول أكثر أمانًا وإنسانية.