قننت الشريعة الإسلامية "الأضحية" بأحكام وشروط بوصفها إحدى شعائر الإسلام، التي يتقرب بها المسلمون إلى الله يوم عيد الأضحى حتى آخر أيام التشريق، إلا أن الشعوب العربية والإسلامية سنت طقوساً مختلفة في التعامل مع "الكبش" قبل ذبحه كـ "مصارعة الكباش" و"بو جلود" و"تحجيج الخراف"، لتحتفظ بعاداتها التراثية المصاحبة لعيد الأضحى.
وقبل عصر التطبيقات الاجتماعية، اعتاد الخليجيون على جلب الخرفان إلى منازلهم قبل بدء موسم الحج للاعتناء بها وإطعامها حتى يحين موعد ذبحها يوم العيد، حيث يجتمع الرجال في الفناء الخارجي للمنزل لنحر الأضحية، ومن ثم سلخها وتقطيعها وتوزيعها، قبل أن تأتي أفكار التبرع بأثمانها للجمعيات الخيرية، أو توكيل تطبيقات التواصل الاجتماعي، ليأتي بها رواد الأعمال في هذا السياق بالأضاحي إلى المنازل مذبوحة مقطعة في أكياسها.
وأوضحت حصة الواصل أن أهل نجد درجوا قديماً وغيرهم على وضع الحناء على الأضحية، وأرادوا بذلك تعيينها وتمييزها، كما أضاف عبدالله السالم أنه كان قديماً يتم فرز الأضحية عن بقية الأغنام بربط رقبتها بقطعة قماش، ومن ثم تعليفها وإطعامها لتكون أضحية مميزة.
"عشيناك وغديناك"
وأفاد عبدالعزيز الفريج من الكويت بأن من عاداتهم وتقاليدهم ذبح الأضاحي في منازلهم، أما في البحرين، فقال خالد حجاجي إنه من عادات أهل البحرين أنهم يلقون بأضحيتهم الصغيرة المدللة في البحر مرددين أنشودة "حية بيه راحت حية ويات حية على درب لحنينية عشيناك وغديناك وقطيناك لا تدعين علي حلليني يا حيتي"، والحية بية عبارة عن حصيرة صغيرة الحجم مصنوعة من سعف النخيل ويتم زرعها بالحبوب مثل القمح والشعير، يعلقونها في منازلهم حتى تكبر وترتفع ويلقونها في البحر يوم وقفة عرفات.
أما الليبيون فيذهبون إلى الأسواق قبل أسبوع من عيد الأضحى، لشراء الأضحية المناسبة لهم، وتقوم السيدات بتكحيل أعين الخروف بالكحل العربي، وإشعال البخور والنار بجواره، والتصفيق وترديد الأهازيج قبل موعد الذبح، وفقاً لعبدالمنعم الحسين، الذي أضاف "من ثم يمتطي الرجال ظهر الخروف اعتقاداً بأنهم سيدخلون الجنة على ظهر هذه الأضحية".
أما الشعب الجزائري فيقيم مصارعة الأضاحي قبل أيام من عيد الأضحى، بمشاركة كل أسرة بالكبش الخاص بها ويتصارع كل كبشين على حدة حتى يفوز كبش واحد في هذه المنافسة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وزاد كامل توفيق من الجزائر "أنهم يستعدون لعيد الأضحى بـ"البَكْبُوكة" و"العُصْبان" بمجرد ذبح الأضحية، فتشرع العائلات الجزائرية في التفنن لإعداد أشهى الأطباق التقليدية التي يكون اللحم مادتها الأساسية، والتي تشتهر بها الجزائر في عيد الأضحى.
وأضاف: "من عادات الاحتفال بعيد الأضحى، في الجزائر تخضيب رأس الأضحية بالحناء ليلة العيد، كما يستقبل كبش العيد بالفرح والحبور".
حماية الخروف من الجن
ومن المغرب، أوضحت سعدية أحمد أنهم يحرصون على تزيين قرني الخروف بوريقات من الحناء والنعناع، مضيفة أنهن يقمن بغمس أيديهن في دم الأضحية وتلطيخ الجدران، ظنا بأن ذلك يحمي من الجن، بالإضافة إلى رش الملح على دماء الأضحية اعتقاداً منهن أن ذلك يجلب البركة لبيوتهن، كما لديهم عادة تعرف بـ "بوجلود" حيث يقوم الأطفال بوضع قرون الخروف على رؤوسهم وفروه على أجسادهم، ويسيرون بين الأسر المضحية للحصول على جلود وصوف الأضحية لبيعها في الأسواق.
أما عادة "حج الخراف" فانفردت بها تونس عن سائر الدول العربية، وتعرف اصطلاحاً بـ"تحجيج الخراف"، إذ أوضح مروان سيد أن الأسر تكتفي بذبح الخروف وسلخه في اليوم الأول للعيد من دون تقطيعه كدلالة على موسم الحج.
أما المصريون فيحرصون على وضع «الحناء» على مقدمة الأضحية، من أجل إظهار الأضحية في أبهى صورها، وأضافت مي فؤاد "أن العادة الأبرز والأكثر انتشاراً في القرى المصرية تلطيخ اليدين بدم الأضحية بعد ذبحها وطباعة الكفين على واجهة المنزل للتأكيد على أن الأسرة ذبحت الأضحية".