"الأسطورة" معرض فوتوغرافيا يوثق 60 عاماً من تاريخ مصر

منذ 1 سنة 209

يقال في الصحافة إن "الصورة تعادل ألف كلمة" باعتبارها الأسرع في توصيل الفكرة أو الحدث، وعلى مدار 60 عاماً كانت عدسة الراحل فاروق إبراهيم توثق مراحل من #تاريخ_مصر بكل جوانبه السياسية والفنية والاجتماعية ليتجاوز أرشيفه فكرة الصور ويتحول إلى سجل شاهد على حقبة تاريخية.

فاروق إبراهيم هو واحد من علامات التصوير الصحافي في مصر وكانت بداياته مع اندلاع ثورة يوليو (تموز) 1952 ليستمر إبداعه الفني على مدار عشرات السنوات لتكون محطته الأخيرة ثورة 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011 التي التقط فيها الصورة الأخيرة قبل رحيله في أواخر العام ذاته تاركاً إرثاً يقدر بعشرات الآلاف من الصور التي وثقت تاريخ مصر الحديث بكل جوانبه.

مع هذا الإرث الفني الضخم، لم يكن مستغرباً أن يحمل معرض لصوره اسم "الأسطورة" ضمن فعاليات أسبوع القاهرة للصورة، المقام حالياً ويستضيفه غاليري أكسيس في وسط القاهرة، برعاية من السفارة الأميركية في القاهرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تقول الوزيرة المفوضة للشؤون الإعلامية والثقافية بسفارة الولايات المتحدة الأميركية بالقاهرة، لورن لوفليس، "نشعر بسعادة كبيرة لرعاية هذا المعرض ضمن فعاليات أسبوع القاهرة للصورة، ففاروق إبراهيم هو واحد من أفضل المصورين على مستوى العالم وأرشيفه ليس فقط كنزاً لمصر، لكن أيضاً للولايات المتحدة لأنه لم يسجل مشاهد من التاريخ المصري وحسب، إنما أيضاً من تاريخ أميركا، إذ صور عدداً من الرؤساء الأميركيين وكذلك أحداثاً مهمة كانوا شركاء فيها، مثل اتفاقية كامب ديفيد على سبيل المثال".

وتضيف، "ما يميز فاروق إبراهيم أن صوره تغطي جميع المجالات ويتيح لنا التعرف على جوانب من مصر من خلال فنانيها وسياسييها، ومن خلال أحداث مثيرة وثقتها الصور على مدار السنوات، فهذا الأرشيف هو بالفعل كنز ينبغي توثيقه والاهتمام به بوسائل مختلفة يمكن أن يكون من بينها طباعة أجزاء منه في كتاب".

شعبية عبدالناصر

روجت صور فاروق إبراهيم لشعبية الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر بلقطات مروره بين الحشود الغفيرة والحالة التي كانت في مصر بعد ثورة 1952، كما وثقت فترة الحرب والسلام بصور عديدة للرئيس الراحل محمد أنور السادات، وأبرزها مشاهد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، وكذلك وثقت بدايات ظهور الرئيس الراحل محمد حسني مبارك كنائب للرئيس قبل بداية عهده وحتى اللحظات الأخيرة من حكمه التي اندلعت فيها التظاهرات بميدان التحرير.

10.jpg

وعند الحديث عن الفن فإن عدسة فاروق إبراهيم قدمت صوراً لكل فناني ورموز مصر في النصف الثاني من القرن العشرين، الذين شكلوا أساساً لقوتها الناعمة، فمن كوكب الشرق أم كلثوم وحفلاتها في الداخل والخارج إلى محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ مروراً بجميع نجمات السينما المصرية، مثل فاتن حمامة ونادية لطفي ونجلاء فتحي، إلى جانب رموز في مجالات الأدب والعلم مثل نجيب محفوظ والدكتور أحمد زويل.

يقول كريم فاروق إبراهيم، نجل المصور الراحل، "هذا المعرض يمثل المحاولة الأولى للاطلاع على أرشيف فاروق إبراهيم، وهو جزء بسيط جداً من إرثه الفوتوغرافي في جميع المجالات، فالمعرض يضم صوراً لفنانين وسياسيين وأدباء ولرموز كثيرة من المجتمع المصري أثروا الحياة العامة على مدار 60 سنة من تاريخ مصر الاجتماعي والسياسي والفني، ولذلك كان اختيار الصور مهمة شاقة".

ويضيف، "هناك فترات على مر التاريخ فقدت ولم نعرف عنها شيئاً لأنها لم توثق بالوسائل المتاحة في حينها، والصورة في العصر الحديث هي وسيلة أساسية للتوثيق، ولم تقتصر صور فاروق إبراهيم على الأحداث والأشخاص في مصر، لكنها امتدت إلى أحداث متنوعة على الصعيد العربي والدولي".

11.jpg

وتابع، "اهتم فاروق إبراهيم بإظهار مصر في أفضل صورة ويظهر هذا من خلال رموزها من الفنانين والسياسيين، وكان صديقاً لكثير منهم وتربطه بهم علاقة وثيقة ظهر أثرها في كم الصور التي حظي بها لكثير من فناني مصر والوطن العربي، فأرشيفه الفني لا يقل أبداً في الأهمية عن السياسي، وقد صاحب عبد الحليم حافظ في عدد من رحلاته العلاجية إلى الخارج وقدمه للناس بصورة مختلفة".

ويقول كذلك إن "هناك صوراً كثيرة للرئيس السادات في أحداث مختلفة وكان من بينها تصويره ليوم في حياة السادات، حيث التقط له صوراً في حياته العادية وبملابس غير رسمية، إلا أنه حافظ على الكاريزما التي تميز بها الرئيس الراحل وأظهره في إطاره كزعيم مصري".

12.jpg

ويضيف، "هذا المعرض هو الفتح الأول لأرشيف فاروق إبراهيم والحفاظ عليه يحتاج إلى أشياء عدة، على رأسها حفظ الأفلام ذاتها لأنها مع مرور السنوات يمكن أن تفسد وتقل جودتها، إلى جانب فرز الصور وتصنيفها وربطها بالأحداث والقصص المرتبطة بها وهذا يحتاج جهداً كبيراً ومن بعدها نأمل أن هذا الأرشيف يمكن أن يضمه متحف".

وختم، "تعمدنا عرض معظم الصور من دون شرح لسياقها حتى نجعل المشاهد يتأمل التفاصيل بشكل أكبر باستثناء عدد محدود من الصور التي لن يفهم الجمهور أهميتها دون معرفة السياق الذي التقطت فيه، مثل الصورة خارج الغرفة التي توفيت فيها أم كلثوم ومشاهد الحزن على وجه الممرضات، أو الصورة التي تظهر عرض سيرك في سجن طره خلال فترة الستينيات، فهنا السياق له أهمية كبيرة لذلك وضحناه".