ما إن يحل فصل الصيف من كل عام حتى تجتاحني الرغبة بالهرب من هذه الشواطئ الملبدة بالغيوم غالباً إلى سواحل مشمسة، حيث أحلم بالتمدد تحت دفء الشمس. ففي نهاية المطاف أنا بريطاني ولا يمكنني التخلف عن موقفنا الفريد من النجم الأقرب إلى كوكبنا، فعندما ترخي الأشعة فوق البنفسجية بدفئها على الأرض، سرعان ما أشعر بالحاجة إلى اجتذابها واحتضانها وتلقفها خشية ألا أتمكن من الشعور بدفئها وحرارتها مجدداً. لا يرزح أصدقاؤنا في القارة بثقل الميل نفسه، بل يتعاطون مع فصل الصيف وكأنهم لا يبالون بدفئه.
ما لا أريده، لا بل ما أخشاه بكل صراحة، هي درجات الحرارة المزعجة التي تتخطى المستويات المسجلة والحرائق المستعرة التي لا يمكن السيطرة عليها، والتي تجتاح المناظر الطبيعية وتدمرها. أن يرى أي شخص عوامل الطقس المتطرفة التي تجتاح أوروبا، بدءاً من عمال الإغاثة الذين يضطرون إلى مد الأشخاص بالمياه، مروراً بالقرى التي تبتلعها حرائق الغابات، وإجلاء السياح بواسطة القوارب، إلى مقتل الطيارين أثناء محاولتهم السيطرة على النيران المستعرة، ويشعر على رغم ذلك بهذا الإحساس الغريب الذي يسبق الذهاب في عطلة لهو أمر مثير للحيرة تماماً (حتى وإن أخذنا في عين الاعتبار المنظور البريطاني الفضولي المرتبط بارتفاع درجات الحرارة).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لتغير المناخ تبعات عدة غدت واضحة في هذا البلد على رغم أن معظمنا لا يلاحظها، لا سيما أن حياتنا اليومية تكاد لا تشهد أي تغيير يذكر. ومن بين تلك التبعات نرى التوقيت غير الاعتيادي لتفتح أزهار الأشجار (أو عدم حملها أي ثمار على مدار العام)، وتآكل الشواطئ بسبب البحار الهائجة المفترسة وتراجع عدد الحشرات والطيور في المناطق الريفية، ولكننا رأينا ذلك التغير يتكشف على نطاق واسع هذا الصيف عبر القنال الإنجليزي. فبعد شهر يونيو (حزيران) الذي كان الأكثر حراً على الإطلاق مقارنة بأشهر يونيو الماضية منذ بدء التسجيلات، انتقلت موجتا الحر "سيربيروس" Cerberus و"شارون" Charon إلى أراضي الداخل الأوروبي، فبلغت درجة الحرارة في العاصمة الإيطالية روما مستوى غير مسبوق مع تسجيلها 41.8 درجة فيما سجلت منطقة فردان في شمال شرقي فرنسا حرارة ناهزت 40.6 درجة للمرة الأولى على الإطلاق، وشهدت منطقة كتالونيا الإسبانية درجات حرارة وصلت إلى 45 درجة وحطمت الأرقام القياسية، إضافة إلى سلسلة أيام تخطت فيها درجات الحرارة 40 درجة مئوية في اليونان، حيث أجبر معلم أكروبوليس على إغلاق أبوابه أمام الزوار، وصولاً إلى جزيرة صقلية التي شهدت درجات حرارة مستعرة وصلت إلى 47 درجة (واقتربت من المستوى القياسي لدرجات الحرارة التي سجلتها أوروبا في أغسطس (آب) 2021، والتي بلغت 48.8 درجة).
يتسبب التغير المناخي بزيادة موجات الحر وجعلها أطول وأكثر حدة
في الواقع، سجل متوسط درجة حرارة الأرض رقماً قياسياً للمرة الثالثة في غضون أسبوع بتاريخ 6 يوليو (تموز) مع إطلاق الخبراء تحذيراً بأن هذا المستوى سيعاود الارتفاع في وقت ليس ببعيد. وفي هذا السياق، رسمت دراسة عام 2020 أجراها مشروع "توقعات المناخ الأوروبي" European Climate Prediction صورة قاتمة ومقلقة عن المستقبل الذي سيشهد بحلول عام 2050 بلوغ درجات الحرارة في منطقة الأندلس في إسبانيا 40 درجة في الأقل خلال فترة تمتد لأكثر من 20 يوماً سنوياً، وبأنه حتى مدينة كالعاصمة الألمانية برلين ستشهد درجات حرارة تتخطى 35 درجة. وتوقعت دراسة أخرى أنه بحلول عام 2050، سيصبح الطقس في لندن مشابهاً لطقس برشلونة في الوقت الحالي مع ارتفاع يبلغ ست درجات تقريباً في متوسط درجات الحرارة خلال الشهر الأكثر حراً.
وفي ذروة الحرارة التي تسبب التعرق الشديد اندلعت حرائق الغابات المدمرة في خضم هذه المعمعة. فبدأ أسوأها في جزيرة رودوس اليونانية، حيث تحتم إنقاذ آلاف البريطانيين وإجلاؤهم وقطع إجازاتهم الصيفية، وتزامناً اندلعت حرائق أخرى في جزيرة كورفو، حيث تم إجلاء أكثر من 2500 شخص. وشهدت ثماني دول أخرى في أوروبا، بما فيها البرتغال وتركيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا حرائق، واستدعي رجال الإطفاء للسيطرة على ألسنة النيران المستعرة. ليس واضحاً كيف بدأت النيران، فقد افترضت السلطات المحلية في كورفو بأنها حرائق متعمدة، بيد أن الرياح الشديدة ودرجات الحرارة التي تخطت معدلاتها الموسمية والجفاف مكنت هذه الحرائق من الانتشار بوتيرة مخيفة.
في عام 2017، وبعد أن تسبب الإعصار ماريس Maris بتدمير جزيرة دومينيكا الصغيرة الواقعة في الكاريبي، ألقى رئيس حكومتها روزفلت سكيريت خطاباً أمام الأمم المتحدة قائلاً فيه للمبعوثين بأن بلاده كانت "في الخطوط الأمامية للحرب على التغير المناخي"، وبعد ما يناهز ستة أعوام، وصف رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس المعركة ضد النيران في رودوس "بالحرب". وفيما نرى المشاهد المروعة التي تكاد تشبه نهاية العالم في أوروبا في وقت يستعد آلاف البريطانيين لحزم حقائبهم للسفر إلى الخارج، تجدنا نصطدم بالحقيقة المؤلمة والواقع المرير للأزمة المناخية. لا مجال لتجزئتها هذه المرة، فقد اجتاحت جزءاً من عقلنا المخصص للعطلات، حيث تصبح الحياة الواقعية معلقة، وحيث لا مكان سوى للمشاعر الإيجابية.
فكيف تؤثر الظروف المناخية المتطرفة أكثر فأكثر على كيفية ذهابنا في عطلة؟ حتى نشطاء المناخ في منظمة غرينبيس Greenpeace الذين انتقدوا الأسبوع الماضي اعتماد المسافرين على طرق السفر البخسة، يقرون في حاجة الأشخاص للذهاب في عطلة، بالتالي طرحت السؤال على خبراء في مكتب الأرصاد الجوية الذين كانوا واضحين في تقييمهم "يتسبب التغير المناخي بزيادة موجات الحر وجعلها أطول وأكثر حدة".
ويعني هذا الأمر أنه يتحتم علينا جذرياً إعادة صقل علاقتنا بوجهات السفر الصيفية في أوروبا، القارة الأسرع احتراراً. وفي هذا الصدد، كانت كريستي ماك كابي، عالمة الأرصاد الجوية في قناة "سكاي نيوز" واضحة في تقييمها: في حال استمرت المنطقة باختبار درجات الحرارة المرتفعة "لن تتمكنوا من الحصول على عطلة تقليدية على شاطئ البحر"، وحذرت بأن قطاع السياحة سيتأثر بذلك لأن بعض الأشخاص يقومون بتأجيل السفر، "إن كنتم تعانون مشكلة صحية أساسية، فدرجات الحرارة تلك ليست جيدة لكم".
وفي سياق متصل، يشرح متحدث باسم مكتب الأرصاد الجوية بأن ارتفاع درجات الحرارة ليس وحده إحدى نتائج التغير المناخي الذي نشهده، ففيما تغلي أوروبا، شهدت المملكة المتحدة طقساً أكثر رطوبة. ويقول "يحمل الجو الأكثر دفئاً، المزيد من الرطوبة، ولهذا بوسعنا توقع زيادة في وتيرة العواصف الرعدية مع هطول أمطار غزيرة خلال فترة قصيرة نسبياً".
إن كان هذا الأمر سيصبح سيناريو سنوياً، سيكون حتماً "وضعاً طبيعياً جديداً" سيؤدي بالتأكيد إلى تغيير جذري في عادات العطل. ورداً على ذلك، كتبت إلويز باركر من شركة السفر "ريسبونسيبل ترافل" Responsible Travel عن تأثيرات التغير المناخي على الحجوزات. وشرحت عن وجود "شهية هائلة" للسفر إلى الخارج وحتى موجة الحر التي شهدناها العام الماضي لم تغير بشكل كبير الوجهات الأكثر شعبية (التي بقيت كرواتيا وإسبانيا والبرتغال واليونان وإيطاليا).
إن كنتم تعانون مشكلة صحية أساسية، فدرجات الحرارة تلك ليست جيدة لكم
وبحسب إلويز تم الشعور بتلك المسائل بشكل أكثر قوة على الأرض، حيث "يشعر عديد من الشركاء المحليين للشركة بقلق متزايد حول تغير المناخ الذي يرونه ويرون تأثيراته". وانطلاقاً من هذا، يعتبر السفر خارج موسم الذروة واكتشاف مناطق أقل اكتظاظاً (خصوصاً خارج المدن الشهيرة) طرقاً لنشر فوائد السياحة وتشكل غالباً تجارب أكثر راحة للمسافرين.
ولكن، على ضوء الحوادث المناخية التي يشهدها هذا الصيف، تحذر إلويز من رواج السفر خارج موسم الذروة "لأنه لا بد من التذكر أن الأشخاص الذين يعيشون في بعض من تلك الوجهات غالباً ما يعتمدون مالياً على السياحة الصيفية. ومن شأن تحذير المصطافين من عدم زيارة تلك الأماكن مطلقاً بسبب حال الطقس المتطرف بوسعه أن يسبب مجموعة من المشكلات للمجتمعات المحلية".
ولكن، يصبح مفهوم موسم الذروة بحد ذاته مرناً مع تبدل أنماط المناخ. وانطلاقاً من هذا، يتوقع رافايل جياكاردي، رئيس التحرير البريطاني في منصة عروض السفر "هوليداي بيراتس" HolidayPirates بأنهم قد يرون مزيداً من المصطافين يستفيدون من السفر إلى وجهات أوروبية خلال ما يعرف تقليدياً بالموسم الرديف، أي الواقع بين سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول). وفي غضون ذلك، شهدت المنصة تغيراً فورياً في الحجوزات وكان الأشخاص غير مستعدين للتخلي عن إجازاتهم الصيفية، ولكنهم غير راغبين بالسفر إلى صلب موجات الحر المستعرة.
ويقول رافايل "فيما تراجع الاهتمام بالعطلات الإسبانية بشكل عام، تزايد الاهتمام بالذهب إلى جزر الكناري بشكل خاص. فالمناخ شبه الاستوائي لجزر الكناري يجعل منها رهاناً آمناً في ما يتعلق بالطقس. وشهد الاهتمام بالسفر إلى البرتغال الذي لم يتأثر حتى الساعة بموجة ’سيربيروس’ على غرار الدول المجاورة زيادة بنسبة 50 في المئة".
وتوافق إلويز على هذا الطرح، إذ أفادت شركة "ريسبونسيبل ترافل" بأن الأشخاص لم يغيروا توقيت سفرهم وبحسب، بل ما يقومون به أثناء السفر أيضاً. وتقول "نرى أن مواسم الصيف التقليدية تطول وتمتد من الربيع حتى الخريف. وتتبدل المسارات لتجنب حرائق الغابات في أماكن كالبحر الأبيض المتوسط وأستراليا، أو الانهيارات الأرضية في نيبال. في المناطق المتأثرة بالحر الشديد، ينصح المسافرون بشدة بالبدء بأي نشاط حيوي كالمشي وركوب الدراجة وإنهائها في وقت مبكر من اليوم، كما تأثرت العطلات الشتوية أيضاً، إذ يقوم بعض شركائنا بإلغاء النشاطات على غرار التزلج الريفي من جولات الرياضة الشتوية السياحية التي يقدمونها بسبب غياب الثلوج ويقومون بعرض بدائل أخرى".
وفي حين رفض عديد من مزودي العطلات التعليق على كيفية تأثير المناخ هذا الصيف على أعمالهم، اعتبر عديد من العاملين في هذا القطاع أن الأعمال تسير كالمعتاد. فهم ما زالوا يتعافون من الجائحة ويحاولون تلبية الطلب المكبوت على السفر الذي عززته إجراءات الإقفال (والقيود اللاحقة) التي فرضتها جائحة كورونا.
وفي السياق، يقول تيم هينتسشيل المؤسس الشريك والرئيس التنفيذي لمنصة حجز الفنادق على الإنترنت "هوتيل بلانر" HotelPlanner "ارتفعت الحجوزات بنسبة 14 في المئة على أساس سنوي، كما أن معدلات الغرف في المنتجعات شهدت ازدياداً لأن المصطافين الدوليين والمحليين توجهوا إلى منتجعات تضم أحواض سباحة، وفضلوا الحصول على مشروبات باردة والتمتع بمكيفات الهواء في يوم حار. مع توقع هطول أمطار غزيرة في المملكة المتحدة الشهر المقبل، نتوقع أن تستمر الطلبات على العطلات في أوروبا".
في هذا الإطار تكمن العقدة المستعصية لمن يرغبون في قضاء العطلات من المملكة المتحدة، فعندما يكون الجو ممطراً وسيئاً في بلدك، تبدأ المساومة بينك وبين نفسك. تفضل حتماً أن توجد في درجات حرارة أكثر ارتفاعاً، وأن تقفز من كرسي التشمس إلى حوض السباحة أو البحر من أن ترتجف من البرد في يوليو أو أغسطس. من الصعب تجاهل واقع هذا التوق البريطاني لمقايضة الرذاذ الدائم بالهرب إلى مكان مشمس. وبالنسبة لغالبية السكان، عندما يتعلق الأمر في أول أيام الموسم بالتزاوج غير المريح بين التغير المناخي والعطلات.
وفيما يرخي شبح الحرارة الشديدة الذي يسبب الفوضى في عطلات الصيف بثقله ويصبح مقلقاً بشكل متزايد، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو "إلى أين نتجه؟" يقول لوك إيلز من موقع "ويلث" Wealth للمالية الشخصية والمستهلكين إنه "كما يحصل دائماً في المواقف المتطورة، احرصوا على معرفة كافة المعلومات عندما تستعدون للسفر واطلعوا على ما يحدث في الوجهة التي تقصدونها. يعتبر مكتب المملكة المتحدة للشؤون الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية (FCDO) مصدراً ممتازاً يزودكم بالتوجيهات حول السفر إلى بلدان ومناطق معينة عوضاً عن التحقق من الأمور على مواقع التواصل الاجتماعي التي قد تحتوي على معلومات مضللة".
يشعر عديد من الشركاء المحليين للشركة بقلق متزايد حول تغير المناخ الذي يرونه ويرون تأثيراته
لا شك أنه اقتراح منطقي، ولكن يقوم مكتب المملكة المتحدة للشؤون الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية باتخاذ خطوات "لطيفة" في تحذير الأشخاص في شأن موجات الحر في اليونان وإسبانيا. من خلال عدم اتخاذ موقف أقوى، تسبب هذا بترك البريطانيين في الخارج والذين يتوجهون إلى الخارج قريباً في حال من الإرباك في شأن إلغاء السفر.
واستطراداً، يحذر جوناثان فرانخام، المدير العام (في المملكة المتحدة وأوروبا) لشركة التأمين على السفر "وورلد نومادز" World Nomads بأنه "فيما خصص تأمين السفر لتغطية الحوادث غير المتوقعة بما في ذلك الظروف المناخية المتطرفة، بيد أنه يتطلب في العادة وقوع ظروف محددة لتطبيق التغطية. في حال إلغاء رحلة بسبب موجة حر شديدة مع عدم وجود أي مشورة حكومية لذلك، يمكن ألا يغطي التأمين حالات الإلغاء".
ويضيف أن سياسات التأمين يمكن أن تختلف بشكل ملحوظ شارحاً بأن بعض البوالص قد تعرض مزايا إضافية أو تحديثات اختيارية "يمكن أن تشمل مزيداً من التغطية الشاملة للأحداث المرتبطة بالطقس".
فهل يمكن أن تكون هذه السنة الثانية على التوالي من موجات الحر الأوروبية الشديدة حافزاً لتغيير الحكومة وشركات التأمين على السفر سياساتها، بحيث يتم إيلاء اهتمام أكبر لتداعيات أزمة المناخ؟ برزت بالتأكيد دعوات إلى الحكومة لإعادة التفكير في توجيهاتها استجابة لحرائق الغابات في اليونان، إذ صرحت المتحدثة باسم الشؤون الخارجية في الحزب الديمقراطي الليبرالي، ليلى موران، لمراسل شؤون السفر في صحيفة "اندبندنت" سيمون كالدر، بأنه "من الصادم ألا تتضمن إرشادات السفر الصادرة عن وزارة الخارجية في ما يتعلق بجزيرة رودوس تحذيراً بعدم السفر إلا للضرورة القصوى".
من شأن التوقع الاستباقي لارتفاع درجات الحرارة بشكل خطر، فضلاً عن الحوادث الأخرى المتعلقة بالمناخ كحرائق الغابات، أن يشكل خطوة جذرية – ولكن ليست مستحيلة - في الوقت الذي يكافح فيه العالم تغير المناخ، ومن شأن ذلك أيضاً أن يمنح مزيداً من الوضوح للمستهلكين غير المتأكدين من رغبتهم في السفر في شأن حقوقهم باسترداد المبالغ والتعويضات التي قد يحصلون عليها.
في الوقت الراهن، بوسعنا التحكم بأمر واحد كمسافرين، وهو أن نجعل عطلاتنا صديقة للبيئة قدر الإمكان، وهو ما تعتقد الدكتورة ريما تروفيموفايت، رئيسة تدابير الاستدامة في شركة إصدار الشهادات والاستشارات "بلانيت مارك" Planet Mark أنه "أمر بالغ الأهمية حالياً".
وتتابع قائلة "يتوجب على كل شخص أن يهتم للفهم التأثير المناخي، وأن يتخذ الخطوات للحد من الانبعاثات الشخصية حيث يكون ذلك ممكناً". وتشير إلى أنه "إلى حين نشر تقنيات الحد من انبعاثات الكربون بشكل شامل في قطاع الطيران، سيبقى السفر جواً من أكثر القطاعات المسببة لانبعاثات الكربون بشكل كثيف".
وشهدت منطقة المتوسط درجات حرارة مستعرة خلال الأسبوع الماضي، واستمرت حرائق الغابات فيما لم يتضح بعد متى ستتم السيطرة عليها وإخمادها. وعلى رغم الدمار، بقيت الرحلات مطروحة للبيع. وقال أحد السياح في هذا السياق "ندرك أنها مجازفة، ولكننا نود الذهاب في عطلة". وفي الوقت نفسه رأيت منشوراً على مواقع التواصل الاجتماعي من أحد الأصدقاء المقيمين في كورفو يقول فيه "تصبح فصول الصيف أمراً مقلقاً بشكل متزايد بالنسبة إلينا جميعاً".
لن يختفي انجذابنا للحرارة ولفرصة قضاء عطلة تحت أشعة الشمس، ولكن كيفية سفرنا وتوقيته سيخضعان حتماً للتبدل والتغيير.