الأردن..جائزة الحسين لأبحاث السرطان تمنح بارقة أمل لمواجهة المرض بخصائصه "عربيا"

منذ 1 سنة 261

عمّان، الأردن (CNN) -- مَنح إطلاق جائزة الحسين لأبحاث السرطان عام 2020 في الأردن، بارقة أمل جديدة في ابتكار علاجات حديثة لمرضى السرطان بالمنطقة العربية، بالوقت الذي تركّز فيه الجائزة على فهم خصائص الجينات العربية لأمراض السرطان للمرة الأولى.

والجائزة التي أطلقتها رئيسة هيئة أمناء مؤسسة ومركز الحسين للسرطان في الأردن الأميرة غيداء طلال، جاءت لتشجيع ورفع مستوى الباحثين العرب الناشئين، والواعدين، والمتمكّنين، والبرامج السريرية لمعالجة أمراض السرطان كذلك، في الكليات والمراكز الطبية المعتمدة، فيما حملت اسم الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال تخليدا لذكراه بعد أن عانى طويلا مع مرض السرطان أيضًا.

وتتجلى أهمية الجائزة أيضًا خلال دورتي العامين 2021و2022، بحسب ما يرى الخبراء، بإتاحة الفرصة للحصول على دعم لإنجاز مشاريع أبحاث متعلقة بمرض السرطان، وتعزيز التعاون بين المراكز البحثية العربية والعالمية، ومأسسة بروتوكولات عربية لمواجهة أمراض السرطان، وتحسين نسب الشفاء منه بطرق علمية متقدّمة وفقا لسمات الجينات العربية، التي أظهرت أبحاث عدة للآن اختلافها عن الجينات الغربية.

جائزة المشروع البحثي المتميز ( الباحث المتمكّن) 2021

ويقول الدكتور حكمت عبد الرازق نائب مدير عام مركز الحسين للسرطان، ومستشار أمراض الدم والسرطان أن بحثا أجراه في المركز أظهر أن نسبة 13-14% من مريضات سرطان الثدي من أردنيات وعرب، يُصبن به نتيجة لخلل جيني موروث من أقارب، وأن معدّل عمر الإصابة به يبلغ 52 عاما للنساء في المنطقة مقابل 60 أو 62 عامًا للنساء في الغرب.

ويشير عبدالرازق الحاصل على جائزة المشروع البحثي المتميز للباحث المتمّكن في دورة 2021 عن بحث بعنوان "دراسة أنماط الاعتلالات الجينية عند مرضى سرطان الثدي وسرطانات أخرى"، إلى أن النتائج أظهرت أيضا أن 20% من حالات الاصابة بسرطان الثدي تُكتشف في المنطقة والأردن ضمن المرحلة الرابعة، مقابل 5% فقط ضمن المرحلة ذاتها تُكتشف في الدول الغربية.

ويرى عبد الرازق، أن الجائزة هي نقلة نوعية في أبحاث السرطان، وأنها تأتي ضمن المساعي الرامية لخلق منظومة شاملة ومتكاملة وقائية وعلاجية عربية، تبدأ منذ مرحلة الكشف المبكّر حتى مرحلة الرعاية التلطيفية، قائلا إن التوجه في السنوات الاخيرة لعلاج أمراض السرطان يركّز على المشّخص للمريض ذاته أو ما يُسمى بالـ"Personalized Medicine".

ويبيّن عبدالرازق، أن البحث المتعلق بالخريطة الجينية لمرضى سرطان الثدي ومعه سرطان القولون، والمبايض، وعنق الرحم، شارك به 6 آلاف مريض ومريضة، التحقوا ضمن منظومة البحث تلك.

ويؤكد عبد الرازق أن واقع نسبة الزيادة في أمراض السرطان بالأردن خاصة "غير مقلقة"، لكن الكشف عن الحالات في مراحل متقدمة وتسجيل الإصابات في أعمار صغيرة قياسًا بمجتمعات غربية، تُعتبر بمثابة معطيات مقلقة للغاية.

وتقسّم الجائزة إلى أربع فئات رئيسية: جائزة "إنجاز العمر" وجائزة الباحث الناشئ، وجائزة البرنامج السريري المتميّز، وجائزة منحة الباحث الواعد.

وتنافس على الجوائز في دورتها الثانية 137 باحثًا من 16 دولة، وخضعت جميعها للتحكيم من لجنة علمية متخصصة، فيما فاز 7 من المتقدّمين بالجوائز لدورة 2022، وتم تكريمهم في حفل خاص بتاريخ 14 نوفمبر/ تشرين الثاني.

جائزة البرنامج السريري المتميّز 2022

وترى الدكتورة نور عبيدات الفائزة مع مجموعة من أطباء مركز الحسين للسرطان عن فئة جائزة البرنامج السريري المتميّز لبرنامج " الإقلاع عن التدخين ومكافحة التبغ" لدورة 2022، أن الجائزة من شأنها أن تعزز البحث العلمي وترفع من قيمة الخدمة السريرية لمرضى السرطان في المجتمعات المحلية، في ظل ضعف الموارد المالية لدعم أبحاث وبرامج العلاج للسرطانات، وغياب الرؤية في المؤسسات العلمية حول منهجية هذا النوع من البحوث.

وخُصّص البرنامج الذي بدأ منذ نحو 10 سنوات، لمساعدة مرضى السرطان وغير المرضى من المدخنين على الإقلاع عن التدخين بطريقة منهجية علمية طبية.

وتلفت عبيدات، إلى أن إحصاءات وزارة الصحة الأردنية كشفت عن أن نسبة 60-70% من المدخنين قد فكّروا بالإقلاع عن التدخين، وأن نسبة 42% من البالغين عمومًا في الأردن يستخدمون نوعًا من أنواع التبغ بحسب بيانات 2019، فيما تستخدم نسبة 70% من الذكور في الفئة العمرية ( 18-45 عامًا) التبغ .

وتُوضح عبيدات أن برنامج المركز في مكافحة التبغ استطاع أن يسجّل فعالية بما نسبته 20-30%، ما يُعتبر نسبة ناجحة جدا ومقاربة للنسب العالمية، ويسعى البرنامج في المركز إلى تعزيزها.

جائزة الباحث الناشئ 2022

من جهته، يقول الدكتور الأردني أحمد سالم وهو أستاذ مساعد في كلية الطب بالجامعة الهاشمية بالأردن واستشاري علاج الأورام بالأشعة، الحائز على جائزة الباحث الناشئ في المسار الإقليمي لدورة 2022، إن بحثه الفائز ابتكر طريقة جديدة لقياس نقص الأوكسجين داخل الأورام، ما يساعد في تحديد مستويات استجابة الأورام للعلاجات التقليدية للسرطان، وبالذات العلاج الإشعاعي.

ويُضيف سالم أن الكشف عن هذه الخاصية، يساعد في تحسين نسب الشفاء لدى هؤلاء المرضى، وأن البحث ركّز على مرضى أورام الرئة، وهي فئة مهمة جدا بسبب انتشار آفة التدخين، إذ يُستخدم لقياسها جهاز الرنين المغناطيسي المتوفر في أغلب مراكز الدول العربية لمعرفة مستوى الأوكسجين في الخلايا السرطانية ما يتيح معرفة فعالية العلاجات المستخدمة من عدمها.