اكتشافُ مطعمٍ قديم يسلّط الضوء على نهضة في علم التنقيب الأثري بالعراق

منذ 1 سنة 187

بقلم:  Hassan Refaei  •  آخر تحديث: 01/03/2023 - 20:01

جزء من مدينة لكش العراقية القديمة، ويظهر فيها ما يعتبر أنه أقدم جسر في العالم، عمره حوالي ٤ آلاف عام، في تلك المدينة تم اكتشاف ما يُعتقد أنه مطعم أو حانة، 23 فبراير 2023.

جزء من مدينة لكش العراقية القديمة، ويظهر فيها ما يعتبر أنه أقدم جسر في العالم، عمره حوالي ٤ آلاف عام، في تلك المدينة تم اكتشاف ما يُعتقد أنه مطعم أو حانة، 23 فبراير 2023.   -  حقوق النشر  AP Photo

كشفت بعثة أثرية دولية النقاب عن بقايا ما يُعتقد أنه مبنىً لمطعم أو حانة شيّد قبل 5 آلاف عام في مدينة لكش السومرية القديمة الواقعة بمحافظة ذي قار جنوبي العراق.

اكتشاف صالة الطعام القديمة، المجهّزة بنظام تبريد بدائي، وبمئات الأواني الفخّارية، إضافة إلى بقايا متحجّرة لأسماك أُعدت طبخاً أو شياً، هذا الاكتشاف الذي أعلن عنه فريقٌ بحثي بقيادة جامعة بنسلفانيا الأمريكية، أواخر شهر كانون الثاني/يناير الماضي، تردد صداه بقوة خارج العراق.

وثمة أمرٌ يضاف إلى هذا الاكتشاف ويمنحه مزيداً من الأهمية، وهو استئناف علم التنقيب الأثري في بلد يوصف بأنه "مهد الحضارة"، حيث كان البحث والتنقيب عن الآثار في العراق قد توقف مدّة طويلة على خلفية الحروب والصراعات التي عاشها هذا البلد قبل وبعد الغزو والأمريكي في العام 2003، والتي على إثرها تمّ نهب عشرات آلاف القطع الأثرية وتهريبها إلى خارج البلاد.

وفي  تصريحٍ لـ"أسوشيتيدبرس"، يشير الدكتور ليث مجيد حسين رئيس هيئة الاثار والتراث العراقية إلى أن أعمال النهب التي طالت الآثار كانت واسعة النطاق، ويقول: لسوء الحظ، فإن الحروب وحالة عدم الاستقرار التي مرّ بها العراق ألقت بظلالها الكثيفة على كافة المناحي الحياة في البلاد.

ومع حالة الهدوء والاستقرارالنسبي الذي يشهده العراق مؤخراً، استعاد علم التنقيب الأثري نشاطه، وتم إعادة آلاف القطع الأثرية المسروقة، مما أحيا الأمل بإمكانية إحداث نهضة محلية على صعيد العلم المذكور.

ومن ناحيته، يرى أستاذ علم الآثار في جامعة القادسية، جعفر الجوتيري، بأن الوضع الحالي لعلم التنقيب الأثري يشهد "تحسناً"، وبأنه أخذ "يتعافى" من الأضرار التي لحقت به على مدار سنوات طويلة من الحروب والصراعات والتي كان آخرها هيمنة تنظيم "داعش" على مناطق واسعة من العراق وهدمه بالجرافات والمعاول والمتفجرات كنوزاً أثرية لحقبة ما قبل ظهور الإسلام، كما أن التنظيم عمل على تهريب القطع الأثرية لتمويل عملياته القتالية.

العراق هو مهد الحضارات السومرية والبابلية والأكادية والآشورية، التي منها انبثقت الكتابة والمدن الأولى، ويعدّ هذا البلد موطناً لستة مواقع مدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، من بين تلك المواقع، مدينة بابل القديمة، ومواقع لأمبراطوريات قديمة على غرار الإمبراطورية البابلية التي أسسها حمورابي،  والإمبراطورية الكلدانية البابلية التي قادها الملك نبوخذنصر.

ويجدر بالذكر أن المتحف العراقي في بغداد فتح مؤخراً أبوابه أمام الزوّار للدخول مجاناً لمشاهدة المنحوتات والأعمال الآثرية والمقتنيات التي يعود تاريخها إلى أكثر من خمسة آلاف عام، ولعلّ من أهم تلك الآثار، لوحٌ طيني صغير، يعود تاريخه إلى 3500 عاماً، ويوثّق لجزء من ملحمة جلجامش، هذا اللوح الذي كان سُرق من متحف عراقي مدة 30 عاماً قبل أن تتم إعادة من الولايات المتحدة قبل عامين، واللوح المذكور هو من بين 17 ألف قطعة أثرية منهوبة تمّ إعادتها من الولايات المتحدة إلى العراق.