بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 03/11/2022 - 21:45
ماجد المعلا، رئيس دائرة السياحة والآثار بإمارة أم القيوين يشرح لوزيرة الثقافة والشباب نورة الكعبي خلال زيارة للدير المسيحي القديم في جزيرة السينية ، الإمارات، 3 نوفمبر 2022. - حقوق النشر AP Photo
أعلن مسؤولون إماراتيون، اليوم الخميس، عن اكتشاف دير مسيحي قديم في جزيرة صغيرة قبالة سواحل البلاد، يُعتقد أنه يعود إلى حقبة ما قبل انتشار الإسلام في شبه الجزيرة العربية.
الدير المُكتشف الذي يعود تاريخه لما قبل 1400 عام تقريبا ، يقع في جزيرة السينية التي تعدّ جزءاً من إمارة أم القيوين. وهو يسلّط الضوء على حقبة متقدمة من تاريخ المسيحية على شواطئ الخليج، علماً أن هذا الدير هو الثاني من نوعه الذي تم اكتشافه في دولة الإمارات.
وكانت الرمال قد طمرت الديريْن وأخفتهما قروناً من الزمن، ويُعتقد أن المسيحيين في تلك المنطقة تحوّلوا شيئاً فشيئاً إلى الإسلام مع انتشار هذا الدين في شتّى أنحاء الجزيرة العربية، حيث يشكّل المسيحيون أقلية فيها وفي جميع بلدان الشرق الأوسط.
ويجدر بالذكر أن البابا فرنسيس وصل اليوم إلى البحرين، في زيارة تستمر أربعة أيام وتعدّ الأولى لحبر أعظم الى المملكة الخليجية الصغيرة، والثانية للخليج، حيث كان زار في العام 2019 دولة الإمارات.
يقول تيموثي باور أستاذ علم الآثار بجامعة الإمارات الذي ساعد في تحري تاريخ الدير المكتشف حديثا: إنّه "فصل رائع من التاريخ العربي المنسي".
وأكد المتحدث على أهمية الاكتشاف "لأنه يتحدث عن مجتمع متسامح يمكن أن يتعايش فيه أناس من ديانات مختلفة، وقد تتعايش فيه المجتمعات القبلية ذات الانتماءات الطائفية والمذهبية المختلفة (التي وُجدت ولا تزال) في هذه المنطقة".
يقع الدير المُكتشف في جزيرة السينية، التي تحوي مستنقعات خور البيضاء في أم القيوين، وهي إمارة تبعد حوالي 50 كيلومتراً شمال شرق دبي، ويوجد في الجزيرة سلسلة من الحواجز الرملية تخرج منها كأصابع ملتوية، وقد تمّ اكتشاف الدير عند أحد تلك الأصابع في الشمال الشرقي للجزيرة.
علماء الأثار، ووفقاً لتحليل عيناتٍ من أساسات الدير، يُرجعون تاريخ التأسيس إلى فترة ممتدة ما بين عامي 534 و656 ميلادية.
ويحتوي الدير على ردهة واحدة للصلاة، إضافة إلى عدد من الغرف في كل واحدة منها جرنٌ للمعمودية، كما يوجد به فرن لصناعة الخبز والمعجنات ومكان مخصص لصناعة النبيذ، وثمة اعتقاد بأن الدير كان يحوي مذبحاً وبجانبه هناك مبنى ثان مؤلف من أربع غرف، يُعتقد أنها كانت نزلاً للقائمين على الدير.
يقول المؤرخون إن الكنائس والأديرة القديمة انتشرت على طول سواحل الخليج وعلى طول الطريق إلى الهند، وقد وجد علماء الآثار كنائس وأديرة أخرى مماثلة في البحرين والعراق وإيران والكويت والسعودية.
وفي أوائل تسعينيات القرن الماضي اكتشف علماء الآثار أول دير مسيحي في الإمارات بجزيرة صير بني ياس، وفقاً لعلماء الآثار يُعتقد أنه بني في نهاية القرن السادس الميلادي، ويقع في الجانب الشرقي من الجزيرة وتتجه بوابته الرئيسة نحو الشرق بالقرب من خور صغير على الشاطئ الذي يبعد بضع مئات من الأمتار.