ما إن تطأ أقدام السياح الأراضي السعودية حتى يحظون بحفاوة الترحيب والكرم من أهالي البلد المضياف، إذ عرف أبناء الجزيرة العربية بتقديرهم للضيف، ومن أحد أهم أوجه هذا الكرم طقوس الترحيب التي منحها العرب خصوصية وأهمية بالغة.
يقرع مسامع السياح في السعودية عديد من كلمات الترحيب ومصطلحات الضيافة من القاموس السعودي مثل كلمة "اقلط"، وهي كلمة ترحيبية لتوجيه الضيف إلى صدارة المجلس، وكلمة "تقهو" وتعني أن يمد الضيف يده لأخذ القهوة السعودية، و"تموا على واجبكم" أي إن الطعام أصبح جاهزاً، و"دليت المحل" أي أصبح العنوان معروفاً لك وبإمكانك القدوم دوماً، و"تطيب" عند تقديم الطيب والبخور للضيف، و"اقدع" أي تناول من وعاء التمر.
ومن الكلمات والجمل التي يتعلمها السياح خلال إقامتهم في السعودية "أكرمكم الله" عند الوداع، و"كثر الله خيركم" بعد الانتهاء من تناول الطعام، و"بس" عند الانتهاء من شرب القهوة، إضافة إلى "أهلاً وسهلاً" و"مرحباً" و"كيف الحال؟" و"شكراً" وتحية الإسلام "السلام عليكم".
مصطلحات سعودية منتشرة
يوضح المستشار والمدرب السياحي بمدينة جدة سمير قمصاني لـ"اندبندنت عربية" أن السياح يرغبون في سماع الكلمات والمفردات الجديدة عليهم، ويحرصون على معرفتها وتعلمها، وخصوصاً الترحيبية والأكثر تداولاً في المجتمع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويضيف "كثير من السياح يتعلمون الكلمات الطريفة والبسيطة والأكثر تداولاً، حتى إنهم يعودون لديارهم ببعض المفردات، ويستخدمونها خلال التواصل معنا بعد سفرهم بقولهم ’السلام عليكم‘ و’مرحباً‘ و’شكراً‘ على سبيل المثال".
ويعتبر قمصاني أن تعلم بعض المفردات والعودة بها بمثابة هدايا تذكارية يصطحبها معهم السياح بعد رحلتهم السياحية، مؤكداً على قابلية السياح الشديدة لتعلم الألفاظ الترحيبية، إلى جانب التعرف على الثقافات والعادات والفنون والإرث السعودي.
في يوم السياحة العالمي
واستضافت السعودية الأسبوع الماضي تزامناً مع اليوم العالمي للسياحة عدداً من وزراء السياحة من مختلف دول العالم، إضافة إلى كبار المسؤولين الحكوميين والمهتمين في القطاع السياحي للاحتفال بهذا الحدث العالمي وتعزيز التعاون الدولي لتحقيق مستقبل مستدام لقطاع السياحة عالمياً.
وتعد السياحة في السعودية حديثة العهد، وقطاعها هو أحد القطاعات الناشئة ذات النمو السريع، وتمثل أحد المحاور المهمة لرؤية "السعودية 2030"، إضافة إلى الكنز التاريخي والتراثي والتنوع الطبيعي والثقافي والديني للبلاد، وجاءت السعودية كأول الوجهات العربية تفضيلاً من السياح المسلمين، ورابعها عالمياً ضمن قائمة الوجهات الـ10 الأولى الأكثر زيارة من السياح المسلمين من بين 130 بلداً، بحسب تقرير المؤشر العالمي للسياحة الإسلامية لعام 2019.
وفي 2019 استحدثت السعودية للمرة الأولى في تاريخها تأشيرة سياحية تتيح لجميع مواطني دول العالم القدوم إليها على مدار العام، وفق تنظيمات جديدة تضمنت إمكان الحصول على التأشيرة إلكترونياً أو عند الوصول إلى أحد منافذ الدخول.
ووفقاً لنظام هذه التأشيرة التي تصل صلاحيتها إلى عام كامل، يمكن القيام بزيارات متعددة للمملكة على ألا تتجاوز 90 يوماً في المرة الواحدة، وسيستفيد من التأشيرة في مرحلتها الأولى مواطنو 49 دولة يتوقع أن يمثلوا نحو 80 في المئة من نفقات السفر العالمية، و75 في المئة من الرحلات الترفيهية في العالم بحلول عام 2030.
أعظم قصة نجاح
وكشف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأميركية الشهر الماضي عن أن السياحة جذبت 40 مليون زيارة، وتتطلع الرياض نحو الوصول إلى نحو 100 إلى 150 مليون زائر في 2030.
وأضاف ولي العهد السعودي "نحن في المرتبة الأولى في السياحة بالشرق الأوسط، ومنذ ست سنوات لم نكن حتى ضمن الدول الـ10 الأولى، والعام الماضي كنا في المرتبة الـ10 على مستوى الزيارات العالمية، هذا نجاح باهر. وهدفنا أن نصل إلى أكثر من 100 مليون زيارة، وربما إلى 150 مليوناً. والسنة الماضية وصلنا إلى 40 مليون زيارة، بالتالي يبدو أننا سنصل إلى الهدف"، مؤكداً للمترددين في زيارة المملكة أن "السعودية أعظم قصة نجاح في القرن الـ21".