افتتحت اليونان خطا جديدا لمترو الأنفاق، في مدينة سالونيك، يبلغ طوله 9.6 كيلومترات، ليكون أول مترو مؤتمت بالكامل مع قطارات من دون سائقين، وأبواب شاشات على الأرصفة، لضمان الأمان. وسيتمكن الركاب من استخدام هذا المترو لأول مرة في 30 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد أكثر من عقدين من البناء.
بدأت أعمال البناء في عام 2003، وأسفرت الحفريات عن اكتشاف العديد من الآثار القديمة في موقع تحت المدينة التي تعد واحدة من أكثر المدن كثافة سكانية في اليونان. وتشمل الاكتشافات طريقًا رومانيًا قديمًا، ومواقع دفن يونانية، وأنظمة مياه وصرف، وفسيفساء ونقوشا تعود إلى فترات تاريخية متعددة، بما في ذلك العهد البيزنطي والعثماني.
وقال كريستوس ستيكوراس، وزير النقل والبنية التحتية في اليونان، خلال جولة ترويجية للمشروع: "إن هذا المشروع يقدم مزيجًا رائعًا من التراث الأثري والحديث، حيث تم دمج البنية التحتية الحديثة مع الآثار التي تم اكتشافها".
وأضاف ستيكوراس أن الأنفاق تمر عبر طرق تجارية قديمة في قلب مدينة سالونيك، التي كانت مأهولة بالسكان منذ العصور القديمة.
كما أشار إلى أن عمليات الحفر اضطرت إلى التعمق أكثر مما كان مخططا له، من أجل الحفاظ على الاكتشافات الأثرية، مما أدى إلى تأخير المشروع وزيادة التكاليف. ومع ذلك، فإن العديد من القطع الأثرية المهمة تم عرضها في المحطات التي يمر بها المترو، بما في ذلك جزء من الطريق الروماني في محطة فينيزيلو المركزية.
وأوضح ستيكوراس أن المشروع واجه العديد من التحديات، بما في ذلك اكتشاف أكثر من 300,000 قطعة أثرية تم عرضها في محطات المترو. كما أكد أن هذا المشروع كان حلمًا طويلاً لسكان المدينة الذين طالما انتقدوا تأخير المشروع.
تكلفة بناء المترو وصلت حتى الآن إلى 3 مليارات يورو (3.1 مليار دولار) للخط الأول من النظام، الذي تم إنجازه جزئيًا، فيما يُتوقع أن يتم الانتهاء من الخط الثاني خلال عام.
يذكر أن المشروع تم تنفيذه من قبل اتحاد يضم الشركات اليونانية "أكتور"، والإيطالية "ويبيلد"، واليابانية "هيتاتشي ريل".