استقالة نائبة نيوزيلندية لسرقتها من المتاجر

منذ 10 أشهر 127

استقالت النائبة النيوزيلندية عن حزب الخضر كلريز قهرمان من البرلمان وسط مزاعم بقيامها بالسرقة من المتاجر.

وانتشرت مقاطع فيديو رصدتها كاميرات المراقبة تُظهر محاولة النائبة سرقة سلع من اثنين على الأقل من متاجر للملابس الراقية في أوكلاند وويلينغتون.

وفي أول تعليق بعد توجيه الاتهامات إليها، قالت قهرمان: "من الواضح بشكلٍ كبير أن صحتي العقلية تأثرت للغاية جراء الضغوط المرتبطة بعملي. لقد دفعني ذلك إلى التصرف بأساليب بعيدة كل البعد من شخصيتي. لا أحاول تبرير تصرفاتي، ولكنني أريد شرح ما حصل. يحق للناس أن يتوقعوا أعلى معايير السلوكيات من ممثليهم المنتخبين. لقد خيبت آمالهم وأنا آسفة لذلك".

وأضافت أن "أكثر ما يفيد صحتي العقلية والنفسية في الوقت الراهن هو أن أقدم استقالتي كعضوة في البرلمان والتركيز على علاجي وإيجاد طرق أخرى للعمل في سبيل إحداث التغيير الإيجابي في العالم".

وبتاريخ 10 يناير (كانون الثاني)، كان موقع "نيوزتوك زيد بي بلاس" Newstalk ZB Plus أول من نقل الاتهامات التي سيقت ضد النائبة البالغة من العمر 43 سنة والتي زعمت تورطها في السرقة من المتاجر خلال فترة الأعياد في متجر العلامات الفاخرة "سكوتيز بوتيك" في منطقة أوكلاند إحدى ضواحي بونسونبي.

وفيما كشفت الشرطة عن قيامها بالتحقيق في تلك الادعاءات، بيد أنها لم تتمكن من تحديد هويات الأفراد المتورطين بالسرقة في ذلك الوقت.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وامتنع مالكو متجر "سكوتيز بوتيك" والعاملون فيه عن القيام بأي تصريح علني يتعلق بعمليتي السرقة المزعومتين المرتبطتين بالسيدة قهرمان ومتجرهم.

وبموازاة ذلك، تقوم الشرطة حالياً بالتحقيق في مزاعم سرقة من متجر آخر في ويلينغتون يدعى "كريايتيف ووركس" Cre8iveworx طاولت النائبة قهرمان. وأُفيد بأن المتجر أرسل رسالة إلكترونية إلى مؤسسات أخرى يشير فيها عن اعتقاده إلى أن النائبة قهرمان كانت موجودة في المكان خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الفائت. وقام متجر "كريايتيف ووركس" الذي يعنى ببيع السلع الفاخرة بإبلاغ الشرطة عن الحادثة في 26 أكتوبر.

في غضون ذلك، عقد زعيما حزب الخضر ماراما دافيدسون وجيمس شاو مؤتمراً صحافياً بعد أيامٍ من التزام الصمت وقالا إنهما قبلا استقالة قهرمان، مشيرين إلى أن "المحاسبة مهمة". وأضافت دافيدسون: "من المهم أن نفهم بأن النواب هم في النهاية بشر". فيما قال شاو: "الامر الذي خيب آمالنا هي الظروف التي وضعت نفسها فيها. إنه أمر مؤسف ومن المهم بالنسبة لنا أن تتحمل مسؤولية أفعالها وأن تحصل على الدعم الذي تحتاجه. نأمل في أن يُختتم التحقيق في أسرع وقتٍ ممكن".

كما أشار شاو إلى أن قهرمان واجهت ضغوطاً متزايدة خلال فترة عملها كنائبة بسبب التهديدات الجسدية التي تلقتها. وأضاف زعيما الحزب أن النائبة كانت عرضة لتهديدات مستمرة بالعنف الجنسي وتهديدات بالقتل "منذ انتخابها نائبة في البرلمان". وتابعا بالقول "إن ذلك سيرتب حتماً تداعيات. نتعاطف كثيراً مع واقع أنها أقرت بنفسها بأنها تعيش حالة من الاضطراب العقلي. سيقوم كثيرون بتوجيه انتقادات إلينا حول كيفية تعاطينا مع هذه المسألة، ولكن ذلك لا يغير النتيجة. في نهاية المطاف، هي تتحمل مسؤولية أفعالها وتسعى للحصول على المساعدة".

وفي بيان أصدرته، قالت قهرمان: "ليس هذا تصرفاً بوسعي شرحه لأنه ليس منطقياً بأي طريقة من الطرق، وبعد خضوعي للتقييم الطبي، فهمت بأنني لست على ما يرام. يعتبر أخصائي الصحة النفسية الذي أزوره بأن تصرفي هذا مرتبط بالأحداث الأخيرة التي أدت إلى تزايد الضغط النفسي بشكلٍ كبير وبصدمة سابقة غير معترف بها ولم تُعالج. مع أخذ كل ذلك في الاعتبار، لا أود الاختباء خلف مشكلات الصحة النفسية التي أعاني منها وأنا أتحمل المسؤولية الكاملة عن أفعالي التي آسف بعمقٍ على ارتكابها".

قبل دخولها عالم السياسة عام 2017، كانت قهرمان محامية في مجال حقوق الإنسان. واعتُبرت أول لاجئة تدخل إلى البرلمان النيوزيلندي. وخلال مسيرتها السياسية، تولت تسع حقائب ضمت العدل والشؤون الخارجية وحقوق الإنسان واللاجئين وشؤون المرأة.