"استغلال التوتر في شبه الجزيرة الكورية".. مسؤول صيني يتهم واشنطن بالعمل على عرقلة بكين

منذ 1 سنة 118

اعتبر المبعوث الصيني الخاص لشبه الجزيرة الكورية ليو شياومينغ أن "الولايات المتحدة تستخدم التوترات الإقليمية لتكريس تحالف مناهض لبكين".

وقال ليو شياومينغ خلال جولة أوروبية: "نحن قلقون بشأن نية الولايات المتحدة استغلال المشاكل في شبه الجزيرة الكورية لعرقلة الصين".

وأضاف أن "جزءًا من استراتيجيتها في المحيطين الهندي والهادئ هو الاتحاد مع حلفائها لتعزيز تحالفهم مع كوريا الجنوبية واليابان"، في إشارة إلى رغبة الولايات المتحدة وحلفائها بالتصدي لتنامي النفوذ الصيني.

بالإضافة إلى التوتر حول تايوان، تصاعد التوتر في الأسابيع الأخيرة في شبه الجزيرة، حيث أطلقت كوريا الشمالية سلسلة من التجارب الصاروخية بينما أجرت كوريا الجنوبية وحليفتها الولايات المتحدة تدريبات عسكرية واسعة.

وأعلنت بيونغ يانغ، حليفة الصين، الجمعة أنها أطلقت بنجاح صاروخًا بالستيًا بعيد المدى يعمل بالوقود الصلب، وهي تقنية تُظهر ثباتًا أكبر وتكون أسرع لناحية تحضيرها لعملية الإطلاق ما يصعّب على العدو رصدها وتدميرها.

وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، قال الزعيم كيم جونغ أون إن بلاده قوة نووية بشكل "لا رجوع فيه".

الاستقلال الاستراتيجي

تبرر واشنطن وسيول تدريباتهما بالإشارة إلى أن كيم أمر جيشه بتكثيف الاستعدادات لـ"حرب حقيقية".

وتدعو بكين من جانبها، إلى تخفيف عقوبات مجلس الأمن الدولي مقابل اتخاذ تدابير ملموسة لنزع السلاح.

كما أعرب ليو عن أسفه لأن المبادرات التي قدمتها كوريا الشمالية في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي التقى كيم جونغ أون في 2018، لم يكن لها تأثير في واشنطن.

وأضاف: "الضغط والعقوبات والمواجهة تجعل دائمًا الحوار مستحيلًا".

وبعد جولة في العواصم الأوروبية، بينها برلين وبروكسل وباريس، قال ليو إن على القادة الأوروبيين "إقناع الأمريكيين بمعالجة القضايا الأمنية" في كوريا الشمالية.

وتأتي دعوته بعد أيام من تأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على "الاستقلال الاستراتيجي" الأوروبي، لا سيما في سياق التنافس المتزايد بين الولايات المتحدة والصين.

بعد عام من الحرب في أوكرانيا التي اظهرت اعتماد أوروبا على الولايات المتحدة في قضايا الدفاع، لاقت تصريحات ماكرون صداً سيئًا لدى بعض الدول الأوروبية، ولا سيما الشرقية منها.

الصين وروسيا

مع عودة السفير الصيني إلى بيونغ يانغ بعد سنوات على إغلاق الحدود بسبب كوفيد، تأمل الدول الأوروبية "في إعادة فتح السفارات والشروع في اتصال مع كوريا الشمالية"، على حد قوله.

وأشار ليو إلى أن روسيا لا تزال شريكاً موثوقًا به لنزع السلاح النووي في كوريا على الرغم من الحرب في أوكرانيا والتصريحات المتعددة لموسكو التي تهدد فيها باستخدام القنبلة الذرية.

وقال إن "الصين وروسيا تشتركان في أشياء كثيرة فيما يتعلق بشبه الجزيرة الكورية. نعمل جميعًا من أجل السلام والاستقرار".

وردًا على سؤال حول التقارير التي تفيد بأن كوريا الشمالية تزود روسيا بالذخيرة من أجل حربها في أوكرانيا، اكتفى السفير بالإشارة إلى النفي الرسمي.

وقال إن الصين "عضو مسؤول في مجلس الأمن" الدولي، في رده على معلومات أوردتها صحيفة فايننشال تايمز تفيد بأن رجال أعمال في هونغ كونغ وماكاو يهربون النفط إلى كوريا الشمالية متجاهلين عقوبات الأمم المتحدة.