أصبحت هناك قضايا أكثر إلحاحا تشغل أذهانهم، مثل الهجرة الجماعية، والإسلام المتطرف والهجمات السيبرانية، والجريمة الدولية المنظمة، وتدمير البيئة وزيادة نسبة عدم المساواة، وفقا لما جاء في تقرير مؤتمر ميونخ للأمن الصادر الاثنين.
بعد مرور عامين على بدء روسيا عمليتها العسكرية ضد جارتها أوكرانيا، التي تحولت فيما بعد إلى حرب طاحنة بين البلدين، لا توجد أدلة واضحة على نية روسيا لوقف هجومها على كييف.
ومع ذلك، لم تعد موسكو تثير القلق لدى الألمان بنفس القدر الذي كانت عليه في العام الماضي.
وقد أصبحت هناك قضايا أكثر إلحاحا تشغل أذهانهم، مثل الهجرة الجماعية، والإسلام المتطرف والهجمات السيبرانية، والجريمة الدولية المنظمة، وتدمير البيئة وزيادة نسبة عدم المساواة، وفقا لما جاء في تقرير مؤتمر ميونخ للأمن الصادر الاثنين.
روسيا تتراجع إلى المركز الرابع في تصنيف التهديد
وفي حين كان يُنظر إلى روسيا باعتبارها التهديد الأول في ألمانيا في مؤشر ميونيخ للأمن في العام الماضي، فقد تراجعت الآن لتحتل المركز السابع في التقرير السنوي.
وتأتي هذه النتائج في لحظة حاسمة من الحرب، حيث تسعى أوكرانيا لتعزيز الدعم الأوروبي بينما يتراجع التزام الولايات المتحدة بجهود الحرب بسبب المعارضة المستمرة من الجمهوريين في الكونغرس الأمريكي.
ويشير التقرير الأمني الجديد للمؤتمر، إلى أن "الهجرة الناجمة عن الحروب وظاهرة تغير المناخ" تتصدران المخاوف الأمنية.
وكان الاتحاد الأوروبي وافق في وقت سابق من هذا الشهر على حزمة جديدة من المساعدات لكييف بقيمة 50 مليار يورو، ولكن مع زيادة احتياجات أوكرانيا المالية يوماً بعد يوم، هناك أدلة تشير إلى أن هذه المساعدات غير كافية.
وخلص الاستطلاع إلى أن الرأي العام الألماني أصبح أقل قلقا بشأن التهديد الروسي مما كان عليه من قبل، وهذه النتيجة هي علامة على تغير الأولويات في أوروبا مع دخول الحرب المستعصية عامها الثالث.
وفي حين ألحقت أوكرانيا أضرارا كبيرة بالجيش الروسي منذ بداية الحرب، إلا أن هجومها المضاد في عام 2023 حقق تقدما بطيئا.
وفي محاولة لتبديل استراتيجية بلاده العسكرية وطريقة إدارة الحرب، استبدل الرئيس فولوديمير زيلينسكي الأسبوع الماضي كبير جنرالاته فاليري زالوجني بألكسندر سيرسكي، وشرع في تعديل وزاري أوسع على مستوى القيادة.
ومن المتوقع أن تهيمن الحرب في أوكرانيا على مؤتمر ميونيخ للأمن هذا العام.
وقد يظهر زيلينسكي بنفسه في المؤتمر الدولي بعد عامين من سفره إلى ميونيخ وتوجيه نداء يائس للمساعدة الدولية قبل أيام فقط من بدء الغزو الروسي واسع النطاق، إلا أنه لم يتم تأكيد ذلك بعد.
ويكشف مؤشر ميونيخ للأمن 2024 أيضًا كيف تتنافس الحرب في أوكرانيا مع التهديدات والأولويات الجيوسياسية الأخرى.
وقفز التهديد الذي يشكله "الإرهاب الإسلامي المتطرف" إلى المرتبة الثانية، مقارنة بالمرتبة السادسة عشرة في العام الماضي.
أما الهجرة الجماعية نتيجة الحرب أو تغير المناخ، والتي جاءت في المرتبة الثانية خلال العام الماضي، تصدرت القائمة واحتلت المرتبة الأولى.
ويعزو مؤلفو التقرير هذه الاتجاهات إلى هجوم حماس المباغت في السابع من أكتوبر على جنوب إسرائيل، مشيرين إلى أن الاستطلاع أُجْرِي في أكتوبر ونوفمبر من العام الماضي.
ويشير التقرير إلى أن عملية "طوفان الأقصى" تسببت في زيادة المخاوف الألمانية من "الإرهاب الإسلامي المتطرف"، كما هو الحال في العديد من البلدان الأخرى.
ويذكر التقرير أيضا أن ألمانيا أصبحت تعاني من مستوى قلق أعلى بشأن الهجرة بين البلدان التي شملها الاستطلاع.
كما يقدم الاستطلاع، الذي شمل مقابلات مع 12 ألف شخص في الخريف الماضي من دول مجموعة السبع بالإضافة إلى البرازيل والهند والصين وجنوب أفريقيا نظرة قاتمة حول تفكير العديد من أغنى دول العالم.
ويشير التقرير إلى أن هناك شريحة كبيرة من سكان دول مجموعة السبع تعتقد أن بلدانها ستشهد تدهورا في مستوى الأمان والثراء خلال العشر سنوات القادمة.
وفي المقابل، يتم تقييم آفاق مجموعة بريكس - البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا - على نحو إيجابي بناءً على آراء سكانها.
ويعيش الآن 72% من سكان العالم في ظل أنظمة استبدادية، مقارنة بـ 46% قبل عقد من الزمن.