استطلاع: النساء الأصغر سنًا يملن للحفاظ على اسم عائلتهنّ بعد الزواج

منذ 1 سنة 148

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أفاد استطلاع جديد أجراه مركز بيو للأبحاث، نُشر الخميس، أنه من المرجّح أن تحتفظ النساء الأصغر سنّاً باسمهنّ الأخير بعد الزواج.

وقد توصّل الاستطلاع إلى هذه النتيجة بعدما سأل أكثر من 2400 شخص متزوج و955 شخصًا لم يتزوجوا أبدًا، عن موقفهم من تغيير أسمائهم الأخيرة بعد الزواج.

وقالت كيم باركر، مديرة أبحاث الاتجاهات الاجتماعية لدى مركز بيو، إن هذه البيانات تمثّل جزءًا صغيرًا من استطلاع أكبر حول وجهات النظر الحديثة بشأن الزواج والأسرة.

وأظهرت البيانات أنّ الرجال احتفظوا إلى حد كبير بأسمائهم الأخيرة بنسبة 92%، في حين غيّر 5% منهم عائلتهم، وأقل من 1% كانت أسماؤهم الأخيرة مركبة من اسم عائلته وعائلة زوجته. 

غير أنّ هذا الواقع يختلف لدى النساء.

إذ بيّنت نتائج الاستطلاع أنّ تقليد تغيير النساء لأسمائهن عند الزواج ما زال قويًا في الولايات المتحدة، لكن وجهات النظر حول الزواج آخذة بالتغيّر.

وأظهرت البيانات أنّ معظم النساء المتزوجات من الرجال، قرابة 80٪ منهنّ يأخذن اسم عائلة أزواجهنّ. فيما تحتفظ 14% منهنّ باسم عائلتهنّ الأخير، و5% وصلنه باسم عائلة الزوج.

لكنّ الأرقام تشير إلى أنّ العمر والتعليم لعبا دورًا في اتخاذ هكذا قرار.

وأظهر الاستطلاع أنّ حوالي 9% من النساء في سن الـ50 وما فوق قلن إنهنّ احتفظن باسمهن الأخير، مقارنة بـ20% من النساء اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 18 و49 عامًا.

وقالت 26% من النساء الحاصلات على شهادات عليا إنهن احتفظن بأسماء عائلاتهنّ.

أما النساء غير المتزوجات فكنّ أقل عرضة للإبلاغ عن خطط للحصول على الاسم الأخير لشريكهنّ. وأظهرت البيانات أنّ 33% فقط قلن إنهنّ سيفعلن ذلك، بينما ستحتفظ 23% منهنّ باسمهنّ الأخير، و17% سيجمعنا بين الاثنين، و24% غير متأكدات.

وقالت ديبورا أشواي، مستشارة الصحة العقلية السريرية المرخّصة في نيو بيرن بولاية نورث كارولينا، إنّ التحوّل لدى الأجيال الشابة قد يلحق بالتقدم الذي أحرزته النساء لجهة اكتساب السلطة الاجتماعية.

وتابعت: "الآن يبدو أنّ هذا الأمر (نسب كنية الشريك الرجل إليها) نتيجة لذلك". فالنساء "يقلن: لا، سأحتفظ باسمي. وهذا نوع من إعلان الاستقلال".

وقالت باركر إنّ مركز بيو ليس في حوزته بيانات سابقة لمقارنة ما إذا كانت وجهات النظر تتغير.

وأضافت: "لكن يمكنك أن ترى من خلال مراجعة بعض الاختلافات الديموغرافية.. هذا الاتجاه".

لماذا تغيّر النساء كنيتهنّ؟

من الشائع جدًا أن تأخذ النساء في الولايات المتحدة اسم عائلة أزواجهنّ عند الزواج من الجنس الآخر؟

الأمر لا يتعلّق بالثقافة. ورأت كاثرين ألغور، رئيسة جمعية ماساتشوستس التاريخية، إنّ الأمر بدأ بالقانون.

وقالت إن القانون يعني "الغطاء"، وقد جاء مع المهاجرين الإنجليز عندما وصلوا إلى الولايات المتحدة. ينص هذا القانون على أن الإناث ليس لديهن هوية قانونية عند ولادتهن، وبالتالي هنّ مشمولات بالوضع القانوني لوالدهنّ.

وأضافت ألغور أنه عندما تتزوج امرأة، فإن تلك الهوية التي كانت تحت سيطرة والدها تم حلّها قانونيًا، واستيعابها في هوية زوجها.

وهذا يعني أن المرأة لا يمكنها التصويت فحسب، بل لا يمكنها قانونًا امتلاك أي شيء، أو إبرام عقد، أو أخذ حضانة أطفالها، أو التمتّع بالحماية من الاعتداء الجسدي أو الاغتصاب من قبل زوجها.

وأضافت ألغور: "عندما تتحدث النساء عن الزواج، فإننا نتحدث عن أن نصبح كذلك. بالغطاء، نصبح مع الآخر واحدًا، لكن هذا (الواحد) هو الزوج".

وأضافت أنّ الغطاء انهار وتحسّن بمرور الوقت، لكن أجزاءً منه استمرّت. ولم يبدأ القانون بالاعتراف بالاغتصاب الزوجي إلا في ثمانينيات القرن الماضي.

وأضافت أن النساء اللواتي يحتفظن باسمهن الأخير عند الزواج اكتسبن شعبية في إطار الحركة النسوية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، حيث قام البعض بتغيير أسماء عائلاتهن قبل الزواج إلى شيء آخر تمامًا لأنّ هذا الاسم جاء في الأصل من آبائهنّ.

ولفتت ألغور إلى أنّ بعض النساء بدأن أيضًا بربط اسم عائلتهنّ مع اسم أزواجهنّ.

التغيير أو عدم التغيير؟

بحسب أشواي، عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرار بشأن تغيير اسمك بعد الزواج، فإنّ الإجابة الصحيحة تتمثل بالإجابة التي تناسبك.

ونصحت بالبدء بمراجعة أولوياتك، ورغباتك، واحتياجاتك.

ولفتت إلى أنه بالنسبة لبعض الناس، قد يكون الشعور بالاستقلال أو تحدي هيكل السلطة التاريخي أكثر أهمية. بالنسبة لآخرين، قد تكون الأولوية بمشاركة جميع أفراد الأسرة، ضمنًا الأطفال، بالاسم الأخير عينه.

ونصحت بإجراء محادثة مع شريك حياتك، لافتة إلى أن الأمر يمكن أن يبدأ بمجرد التعرف على ما يشعر به كل واحد منكما واستكشاف القيم.

وأشارت أشواي إلى أن الأمر الوحيد الذي يجب مراقبته هو ما تشعر به تجاه استجابة شريكك. إذا تم إلغاء الزواج ما لم تأخذ اسم ذلك الشخص، فهل يشكّل ذلك علامة حمراء بالنسبة لك؟

وقالت إنه ينبغي أن يكون أمرًا يشعر الثنائي بالرضا تجاهه.