استطلاع: الدعم الشعبي الروسي للحرب على أوكرانيا يتآكل تحت وطأة التضخم وتدني مستوى المعيشة

منذ 1 سنة 202

بقلم:  Hassan Refaei  •  آخر تحديث: 02/03/2023 - 09:02

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين   -  حقوق النشر  AP Photo

كلمّا اشتدّت على الروس الضائقة المالية الناجمة عن العقوبات الغربية، اضطربت في أذهانهم رواية الكرملين بشأن غزو أوكرانيا، هذا ما خلص إليه استطاع للرأي أجرته مجموعة مستقلة في موسكو.

فعلى الرغم من أن الاقتصاد الروسي تمكّن من امتصاص الصدمات القوية التي أحدثتها حزم العقوبات الغربية التي فُرضت تباعاً على موسكو منذ غزوها أوكرانيا في الرابع والعشرين من شهر شباط/فبراير من العام 2022، فإن المحللين والمتابعين يتوقعون أن تشهد روسيا تداعيات أشد وطأة للعقوبات الغربية في حال واصلت موسكو حربها على كييف.

"عملية عسكرية خاصة"

والسلطات الروسية التي تُجرّمُ كل من ينتقد ما تٌطلق عليه تسمية "عملية عسكرية خاصة"، كناية عن حربها ضد أوكرانيا، فإنها بذلك تعمل على إخفاء التعبير عن مشاعر السخط في إستطلاعات الرأي، خصوصاً إذا ما طُرحت على المستطلعين أسئلة تتعلق بدعم الحرب.

وتشير صحيفة "نيوزويك" الأمريكية، إلى أن مركز الأبحاث "كرونيكلز" ومقرّه موسكو، يقول إن هذا الاستطلاع الذي شارك فيه 1600 شخص، يهدف إلى الحصول على نظرة أكثر واقعية للمشاعر التي تنتاب الروس حالياً بشأن قضية "دعم" الحرب.

22 بالمائة مقابل 20 بالمائة

وتضمن الإستطلاع أسئلة حول ما إذا كان الروس يرون بوجوب إنفاق الأموال العامة على الجيش بدلاً من إنفاقها على القطاع الاجتماعي، وكذلك عمّا إذا كانوا يدعمون إنسحاب قوات بلادهم من أوكرانيا لبدء محادثات سلام من دون تحقيق أهداف الكرملين العسكرية.

نتائج الاستطاع الذي أجراه المركز المذكور ما بين الثاني والتاسع من شهر شباط/فبراير الماضي، أظهرت أن خُمس المستطلعين (22 بالمائة) كانوا من "المؤيدين" للحرب، بينما كانت نسبة "المنددين بالحرب" 20 بالمائة، مع هامش خطأ نسبته 3 بالمائة.

الصعوبات الاقتصادية

وفي الردّ على سؤال عمّا إذا كان المستطلع واجه صعوبات مالية بسبب الحرب، (على سبيل المثال، فقدان وظيفة، انخفاض الدخل، تقليل كميات الغذاء والتنازل عن بعض أنواعها بسبب التضخم)، تبيّن أن المشكلات الاقتصادية أسفرت عن تراجع مستوى "الدعم" المعلن بنسبة بلغت نحو 8 بالمائة.

المعارض الروسي أليكسي مينيايلو الذي أطلق العام الماضي مع فريق من علماء الاجتماع  مجلة "كرونيكلز"، يقول لمجلة "نيوزويك" الأمريكية: "نجد أن الناس ويعني الروس، يزدادون فقراً، وهذا الأمر سيؤثر على نظرتهم إلى الحرب".

"الثلاجة والتلفاز"

ويشير الاستطلاع إلى "المعركة بين الثلاجة والتلفاز" وهي استعارة شائعة في روسيا بشأن مستوى المعيشة، ويقول مينيايلو: إن الوقت "الذي ستنتصر الثلاجة في معركتها ضد التلفاز قد ولّى".

ويشار إلى أن ما تبثّه الماكنة الإعلامية للكرملين والتي تدّعي بأن الحكومة تُحبط مفاعيل العقوبات الغربية، هو أمرٌ يتعارض كلياً مع أسعار السلع والبضائع في الأسواق المحلية، حيث يدّعي التلفزيون الحكومي أن اقتصاد البلاد يتكيّف مع العقوبات ويلتفّ على آثارها، لكنّ السكّان "حين يذهبون إلى المتجر يرون أن الأسعار قد ارتفعت بنسبة 10 بالمائة خلال نصف عام"، وفقاً لمينيايلو.

تراجع الدعم الشعبي للحرب

ويوضح المعارض مينيايلو أن نتائج الاستطلاع الذي أجراه معهده "كرونيكلز"، قد أظهرت أن العقوبات الاقتصادية الغربية "لا تعمل فقط على خنق روسيا، والحد من قدرة (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين على إنتاج المزيد من الأسلحة، وإنما أيضاً على التأثير على دعم الحرب في الداخل (الروسي)".

وكان استطاع للرأي أُجري في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي أظهر أن الدعم الشعبي للحرب على أوكرانيا آخذ في التراجع، ليصل إلى "حدٍّ أدنى تاريخي"، إذ انخفضت نسبة التأييد إلى 51 بالمائة مقارنة بـ55 بالمائة في شهر تموز/يوليو الماضي وبنسبة 66 بالمائة في شهر نيسان/أبريل.

وفي شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، ذكر موقع "ميدوزا" الإخباري المستقل الناطق بالروسية أن حكومة موسكو تعتزم الحد من نشر النتائج العامة التي يجريها مركز استطلاعات المقرّب الكرملين والذي يسمّى "مركز أبحاث الرأي العام الروسي" بشأن الموقف من الحرب على أوكرانيا.

ويجدر بالذكر أن صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، ذكرت في مطلع شهر كانون الاول/ديسمبر الماضي أن استطلاعاً سرياً للرأي أجراه الكرملين، قد كشفت نتائجه عن تراجع كبير للتأييد الشعبي الروسي للحرب في أوكرانيا، إذ أنه وفقاً للاستطلاع المسرّب إلى وسائل الإعلام، لم تتعدّ نسبة المؤيدين للحرب الـ25 بالمائة.