اساور دعم فلسطين

منذ 1 سنة 180

السؤال:

هل لبس اساور دعم فلسطين جائزة للرجال

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فإن الحرب الشرسة التي يشنُّها الغرب الكافر من اليهودُ والنصارى في كلِّ أرضٍ، وفي كلِّ وقتٍ ضدَّ لإسلام والمسلمين= لم يهدأ أوارها منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهي معركةُ عقيديةِ بين أهل الكفر وأهل الإيمان، وإن كانوا لا يُعلنونها حربًا باسمِ العقيدةِ - على حقيقتِها - خوفًا من حماسةِ العقيدةِ وجَيَشَانِها في نفوس العامة، وإنما أعلنوها باسم الأرضِ، والاقتصادِ، والسياسةِ، ومحاربة الإرهاب، وما إليها من المسميات الخادعة، وألقوا في رُوعِ المخدوعينَ الغافلينَ منا أنَّ حكايةَ العقيدةِ قد صارتْ حكايةً قديمةً لا معنى لها! فيُزيِّفونها علينا لغرضٍ في نفوسِهِم دفينٌ؛ ليخدعونا عن حقيقةِ المعركةِ وطبيعتِها، فإذا نحنُ خُدِعْنا بخديعتِهم لنا فلا نلومنَّ إلا أنفُسَنا؛ حين ابْتعُدنا عن توجيهِ اللهِ للأُمَّة الإسلامية؛ فقال سبحانه: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } [البقرة: 120]، فذلكَ هو الثمنُ الوحيدُ الذي يرتضونَهُ، وما سواهُ فمرفوضٌ ومردودٌ!

إنَّها جبلَّة واحدة، وخطَّة واحدة، وغاية واحدة، وهي التي من أجلها يَجْبَهُهم الله باللَّعنة والطرْدِ، وفقْدان النصير - والذي يفقد نُصرة الله فما له من ناصرٍ وما له من مُعين، ولو كان أهل الأرض كلهم له ناصرٌ وكلهم له معين - {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيراً}[النساء: 52]، فالغربَ الكافر يتسامَحُ مع كلّ المعتَقَدات والمِلَل، حتَّى مع عبدةِ الشَّيطان، ولكنَّه لا يظهر أيَّ تسامُح مع المسلمين، فكلّ شيءٍ مسموحٌ إلا أن تكونَ مُسلمًا!

وقال الله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} [البقرة: 109]،  وقال: {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا}[البقرة: 217]، وقال سبحانه: {وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} [آل عمران: 69]، وقال سبحانه: {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا} [آل عمران: 118-120]، وقال سبحانه: {وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ} [الممتحنة: 2].

فالصهيونيةُ العالميةُ والصليبيةُ العالميةُ تخوضانَ المعركةَ أولًا وقبلَ كلِّ شيءٍ، لتحطيمِ هذه الصخرةِ العاتيةِ التي نَطَحُوها طويلًا، فأدمتْهم جميعاً؛ وهذا ما يفسر لك إجتماع كفار الأرض على حرب مسلمي فلسطين.

إذا تقرر هذا فالواجب على جميع المسلمين نجدة إخوانهم المسلمين في فلسطين المحتلة بالنفس والمال واللسان والبنان وغير ذلك، كل بحسب مقدرته، فمن استطاع الجهاد باليد والسلاح وتوفرت فيه الشروط وانتفت الموانع، تعين عليه، ومن عجز عنه انتقل إلى باقي أنواع النصرة سواء بالمقاطعة الاقتِصاديَّة، أو جمع المال أو غيرها؛ قال تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 40]، وقال: {وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 4]، إلى قوله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } [محمد: 7].

ومن عجز عن كل هذا العجائز والضعفاء وأشباههم تعين عليه الجهاد بسلاح الدعاء وشدة الضراعة؛ كما روى البخاري عن مصعب بن سعد، قال: رأى سعد رضي الله عنه، أن له فضلاً على من دونه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم"، والمعني أن سعدًا - وكان راميًا - ظنّ أن له زيادة منزلة بسبب شجاعته وغناه ونحو ذلك، فبين له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بركة دعاء الضعفاء، وصفاء ضمائرهم، وقلة تعلقهم بزخرف الدنيا، وإخلاصهم في الدعاء من أسباب النصر.

وروى أبو داود والترمذي عن أبي الدرداء، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ابغوني الضعفاء، فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم".

أما لبس الأساور فلا تدخل في شيء مما ذكرناه، فلتبحث عن طريقة عملية تعود عليهم بالنفع،، والله أعلم.

  • 0
  • 0
  • 8