ارتفاع حصيلة انهيار مبنى في مرسيليا إلى ستة قتلى

منذ 1 سنة 146

ارتفعت إلى ستة قتلى، الاثنين، حصيلة ضحايا انهيار مبنى جراء انفجار ناتج عن تسرب للغاز على الأرجح في وسط مرسيليا، فيما تلاشت الآمال بالعثور على شخصين مفقودين.

وبعد قرابة 48 ساعة من الانفجار في المبنى السكني، تابع عشرات رجال الإنقاذ عملهم للبحث عن ناجين وسط الأنقاض مستخدمين طائرات بدون طيار وأجهزة استشعار للحرارة وكلاب بوليسية، حيث لا تزال النيران مشتعلة.

وقال وزير المدينة والإسكان أوليفييه كلاين خلال مؤتمر صحافي عقد في موقع المأساة "تمّ العثور على أربع جثث، هذا امر رهيب ومؤلم". ولاحقاً أعلنت فرق الإطفاء العثور على جثّتين إضافيتين.

وقال محققون من مكتب المدعي العام إن "العمل مستمر لتحديد هوية الضحايا، وقد بدأ الخبراء العمل على تحديد سبب الانفجار".

كما فتح مكتب الادعاء العام في ثاني أكبر مدن فرنسا تحقيقا بالقتل غير العمد.

وأعاقت النيران التي لا تزال مشتعلة تحت الأنقاض عمل الكلاب للبحث عن ناجين أو جثث.

وقال أحد رجال الإطفاء "قلب الحريق في الأسفل في مكان عميق ويصعب الوصول إليه بالخراطيم. ولا يمكننا رش الكثير من الماء لتجنب تشكل نوع من الطين".

أمر رئيس بلدية مرسيليا بنوا بايان بتنكيس الأعلام في مقر البلدية، كما سيتم فتح كتاب التعازي للسكان المحليين. ومساء الاثنين أقيمت صلاة تخللها إضاءة شموع في كنيسة بالقرب من الانفجار.

وقال رئيس أساقفة مرسيليا الكاردينال جان مارك أفيلين للمصلين "رغم أن الأمل يتضاءل إلا أنه يجب أن يبقى حتى النهاية".

حريق ضخم

وقال نائب رئيس البلدية يانيك أوهانيسيان إن الانفجار شعر به السكان في جميع أنحاء مرسيليا، مشيرا إلى أن قوته الهائلة "يحتمل" أنها زعزعت المباني المجاورة. وأكد "يجب ان نظل يقظين".

ولا يزال شخصان في عداد المفقودين منذ انهار المبنى الواقع بالقرب من حيّ معروف بحاناته ومطاعمه.

وقال قائد الفرقة البحرية للإنقاذ والإغاثة في مرسيليا الأميرال ليونيل ماتيو إنّ فريقه في "سباق مع الزمن".

وأفادت فرق الإسعاف التي تواصل العمل دونما توقف في ظروف صعبة في محاولة للعثور على ضحايا أنّه "نظراً إلى صعوبات التدخّل فسيستغرق انتشال (الجثث من الموقع) وقتاً".

وقالت المدّعية العامة للجمهورية في مرسيليا دومينيك لورنس مساء الأحد إنّ في عداد المفقودين "مسنّين وزوجين في الثلاثين من العمر" مرجّحة عدم وجود أطفال أو قصّر.

بحث متواصل

وعنونت صحيفة "لا بروفانس" الإثنين صدر صفحتها الأولى بالخط العريض "جحيم" مع صورة في صفحتها الأولى التقطت بعد ساعات على الانهيار ظهرت فيها فرق الإغاثة وسط أنقاض المبنى. وسدّ ركام المبنى المنهار الشارع وسط دخان نجم عن حريق حال لساعات دون قيام العناصر والكلاب المدرّب بالبحث عن ناجين محتملين.

وشكّل انهيار المبنى في منطقة سكنية صدمة جديدة في المدينة التي شهدت في الأسابيع الأخيرة حوادث إطلاق نار كثيرة مرتبطة بالاتجار بالمخدّرات قضى فيها شباب عدة من الأحياء الشعبية.

وكتب كاردينال مرسيليا جان-مارك افلين في رسالة إلى السكّان "أشارك العائلات والأقارب قلقهم وأحيّي جهود كل عمال الاغاثة"، معربا عن تضامنه وتعاطفه مع المتضررين.

وتمّ إجلاء نحو 200 شخص من بينهم عائلات برمتها من أبنية مجاورة في تدبير احترازي. وكثرت بادرات التضامن إذ رصّت جمعيات أهالي تلاميذ في الحي والسكان الصفوف لتوفير المسكن والملبس والدعم النفسي لهؤلاء الأشخاص.

ونظّمت البلدية عمليات الإيواء وفتحت مركزا لاستقبال العائلات مع توفير مساعدة نفسية لأقارب المفقودين.

وقالت سافيرا مونييه التي تسكن في شارع قريب لوكالة فرانس برس "شعرنا فوراً برائحة غاز قوية وهي لا تزال منتشرة هذا الصباح (الاثنين) أيضا".

وأعاد الحادث إلى الأذهان صور حادث انهيار مبنيين أسفر عن سقوط ثمانية قتلى في تشرين الثاني/نوفمبر 2018 إلا ان السلطات حرصت على التشديد على أن الوضع مختلف الآن "إذ لا يتعلق الأمر بأبنية غير صالحة للسكن".