ارتفاع أسعار النفط على خلفية التوتر في الشرق الأوسط بعد هجوم حماس

منذ 1 سنة 281

أثارت الأزمة المتفاقمة صدمة في أسواق الأسهم العالمية على الرّغم من أن شركات الطاقة تلقت دعمًا من ارتفاع أسعار النفط التي أدّت إلى ارتفاع أرباحها وإيراداتها.

ارتفعت أسعار النفط الاثنين في أعقاب الهجوم المباغت، الذي نفذته حركة حماس على إسرائيل نهاية الأسبوع، مما أثار مخاوف جديدة بشأن التوتر بالشرق الأوسط وأثارت الأزمة القلق حيال إمدادات الوقود من المنطقة في ظل خفض الإنتاج من قبل روسيا والسعودية.

وارتفعت عقود النفط القياسية برنت وغرب تكساس الوسيط بأكثر من 5 في المائة في تعاملات آسيوية في وقت سابق من اليوم، قبل أن تتراجع إلى حد ما.

وأثارت الأزمة المتفاقمة صدمة في أسواق الأسهم العالمية على الرّغم من أن شركات الطاقة تلقت دعمًا من ارتفاع أسعار النفط التي أدّت إلى ارتفاع أرباحها وإيراداتها.

وفي سعيهم لتفادي المخاطر، لجأ المستثمرون إلى الدولار الذي ارتفع مقابل الجنيه الإسترليني واليورو إضافة إلى الين والفرنك السويسري والذهب أيضًا الذي يُعدّ ملاذًا رئيسيًا في ظلّ الاضطرابات الجيوسياسية المتزايدة.

وقال محلل السوق لدى "أواندا" كريغ إرلام: "الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس أثار مخاوف بشأن مزيد من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط وهو ما قد يؤدي بدوره إلى تعطيل تدفقات النفط في وقت تعاني فيه السوق من ضيق شديد والأسعار مرتفعة".

قلق المستثمرين

ولفت المحلل لدى "ستون إكس" فؤاد رزاق زاده إلى أن "المستثمرين قلقون من أن يكون الانتقام من جانب إسرائيل، كما حدث بالفعل، شديدًا ومن أن يزيد التوترات بين إسرائيل والعديد من الدول الأخرى حول المنطقة بما في ذلك إيران".

مع ذلك، حافظت وول ستريت وأسواق الأسهم الأوروبية الرئيسية على أعصابها، مع تراجع مؤشر داو جونز في الدقائق الأخيرة في الجلسة بينما انخفض مؤشر "ناسداك" بنحو 0.5 في المائة.

كما جددت المخاوف حيال تأثيرها على التضخم، علما بأن تكاليف الطاقة تعد محرّكا رئيسيا لارتفاع الأسعار، ما يؤدي إلى عامل ضغط جديد على المصارف المركزية فيما تحاول الحد من رفع معدلات الفائدة لتجنّب الركود.

أسفر الهجوم المباغت وإعلان إسرائيل الحرب للرد عليه عن سقوط أكثر من ألف قتيل في الجانبين وفاقم المخاوف من إمكانية تدخل الولايات المتحدة وإيران في النزاع حال اتساع رقعته.

وقال كل من براين مارتن ودانيال هاينز من مجموعة "أيه إن زي" إن "الأهم بالنسبة للأسواق يتمثل في مسألة إن كان النزاع سيبقى تحت السيطرة أو ستتسع رقعته ليشمل مناطق أخرى، تحديدا السعودية".

وأضاف "في البداية على الأقل، يبدو أن الأسواق ستفترض بأن الوضع سيبقى محدودا في رقعته ومدّته وتداعياته المرتبطة بأسعار النفط. لكن يمكن توقع تذبذبات أكبر".

وحذّر ستيفن إنيس من "إس بي آي لإدارة الأصول" من أن "التحليل التاريخي يشير إلى أن أسعار النفط تشهد عادة مكاسب مستدامة بعد أزمات الشرق الأوسط. في الأثناء، تتجه الأسهم للتعافي في نهاية المطاف وتتجه لتصبح أعلى بعد فترة تذبذب مبدئية".

وأضاف أن "ارتفاعات الأسعار المبدئية في الأصول التي تعد ملاذات آمنة مثل الذهب وسندات الخزينة والتي تحقق مكاسب أولية في هذا النوع من الأزمات، تتراجع مع استقرار الوضع".

وتابع "لكن فيما يعتبر محللو الشرق الأوسط بأن هذه لحظة مفصلية بالنسبة لإسرائيل، يبدو المشهد قابلا للاشتعال في أي سيناريو حالي".

بيع 30 مليار دولار من احتياطيات العملات الأجنبية

وقالت رئيسة قسم المال والأسواق في هارغريفز لانسداون سوزانا ستريتر إن "الهجمات المروعة في إسرائيل أدت إلى ارتفاع أسعار النفط، حيث يقيّم المستثمرون احتمال أن يؤدي الصراع لتعطيل الإمدادات في الشرق الأوسط، إذا شاركت دول أخرى".

وأضافت ستريتر "مع تحذير الحكومة الإسرائيلية من حرب طويلة وصعبة، هناك مخاوف من أن الضربات الانتقامية العميقة والمتواصلة على غزة قد تؤدي إلى إدخال إيران في الصراع ويكون لها تأثير على تدفق الطاقة في المنطقة".

أطلق بنك إسرائيل المركزي بيع ما يصل إلى 30 مليار دولار من احتياطيات العملات الأجنبية، في إطار سعيه للحد من التقلبات في عملة الشيكل التي تراجعت إلى أدنى مستوياتها في سبع سنوات مقابل الدولار.

عند حوالى الساعة 13:45 بالوقيت العالمي، سجّل خام غرب تكساس الوسيط ارتفاعا بنسبة 4.1 في المائة إلى 86.18 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع خام برنت بحر الشمال بنسبة 3.9 في المائة إلى 87.84 دولارًا للبرميل.

وارتفع مؤشر هانغ سينغ في هونغ كونغ بنسبة 0.2 في المائة ليسجّل 17517.40 عند الإغلاق. وأما مؤشر شنغهاي المركب فانخفض بنسبة 0.4 في المائة إلى 3096.92 عند الإغلاق.

وفي لندن، ارتفع مؤشر "إف تي إس إي 100" بنسبة 0.3 في المائة إلى 7514.34.