يشير الشاب إلى أنه أنهى ودانيا تجهيزات وترتيبات حفل الزفاف الذي كان من المقرر أن يتم في 21 تموز/ يوليو القادم، وأنه وعدها بأنه سيكون زفافا استثنائيا قبل أن تخطف الغارات الإسرائيلية عروسه من الحياة.
لم يكن محمد سعد الشاب الفلسطيني البالغ من العمر 19 عاما يعلم وهو يضع لمساته الأخيرة لليلة زفافه المنتظرة أن شظايا صاروخ إسرائيلي ستصيب خطيبته لتحرمه منها إلى الأبد.
وأنه لن ينعم بفرصة وقوفه إلى جانب عروسه على المنصة المخصصة للعرسان بعد شهر كما كان مخططا، بل سيضطر إلى الجلوس بجانب كفنها وهي جثة هامدة.
يقول الشاب المكلوم على رحيل خطيبته دانيا علاء عدس في تصريح لوكالة "سند" الفلسطينية للأنباء: "كنت في زيارتها مساء الاثنين، شعرت بشيء مختلف، لم أرغب بالمغادرة وتركها وحدها، وهي بادلتني الشعور، لكنّ كان علي الذهاب لأن الوقت تأخر".
ويشير الشاب إلى أنه أنهى ودانيا تجهيزات وترتيبات حفل الزفاف الذي كان من المقرر أن يتم في 21 تموز/ يوليو القادم، وأنه وعدها بأنه سيكون زفافا استثنائيا قبل أن تخطف الغارات الإسرائيلية عروسه من الحياة.
ويقول والألم يعتصر قلبه "في اللحظة التي تخطيت فيها منزلهم، أحسست بشرخ في قلبي، استعذت بالله من هذا الشعور، وأكملت طريقي عائدا البيت، وبعد ساعات قليلة عرفت السبب".
وانتشرت صورا على وسائل التواصل الاجتماعي ومشاهد مصورة تظهر سعد وهو يجلس إلى جانب كفن دانيا في الجامع العمري الكبير وسط مدينة غزة، ويبكي بحرقة بعد أن خسر نصفه الآخر.
قصة دانيا ومحمد ما هي إلا واحدة من آلاف القصص الحزينة التي تكتب في رواية الصراع العربي - الإسرائيلي.
تقول الإعلامية إنصاف حبيب في تغريدة نشرتها على تويتر أرفقتها بصورة الشاب وهو يجلس بجوار جثة خطيبته: "ماذا تمتم لها قبل مثواها الأخير! هل حدثها عن أمنيته لرؤيتها بالفستان الأبيض في يوم العمر المنتظر! هل قال لها كم كان مشتاق لحياتهما سوياً في عش الزوجية وتحت سقف واحد! لربما عاتبها لماذا أفلتي يدي يا دانة! الطريق طويل وأمنيتي الدائمة أن نسيره معاً يداً بيد! ".
ونشر خال دانيا منشور على فيسبوك جاء فيه : "يقرأ القرآن عن روح خطيبته الشهيدة دانيا عدس بنت اختي والتي كان من المفترض أن تُزف له عروس بعد شهر".
وقتل 15 فلسطينيا على الأقل بينهم ثلاثة من أبرز القادة العسكريين في حركة الجهاد الاسلامي فجر الثلاثاء في سلسلة غارات جوية إسرائيلية على أهداف في القطاع.
وأتت العملية العسكرية في قطاع غزة بعد سلسلة توترات أمنية خلال الأسابيع الماضية، كان آخرها قبل أقل من أسبوع، تصعيد بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي انتهى بهدنة بعد تدخلات خارجية.