كشفت عدة تقارير إسرائيلية وعربية ودولية، بأن مسؤولين إسرائيليين التقوا سرًا بنظرائهم في مصر لبحث اجتياح مرتقب لرفح جنوبي قطاع غزة، وسط نفي مصري لذلك.
ووفق موقع أكسيوس الأمريكي، التقى كبار مسؤولي المخابرات والجيش الإسرائيليين يوم الأربعاء في القاهرة مع رئيس المخابرات المصرية ومسؤولين رئيسيين آخرين لمناقشة عملية محتملة للقوات الإسرائيلية في رفح.
ووفق الموقع، جاءت هذه اللقاءات بطلب مصري وسط مخاوف القاهرة من أن تؤدي عملية إسرائيلية في جنوب مدينة غزة إلى دخول عشرات الآلاف من الفلسطينيين النازحين إلى داخل مصر، " حدث من شانه أن يؤدي إلى انتهاك الحدود وتعريض أمن مصر للخطر"، حسب مسؤولين مصريين للموقع.
وقال مسؤولون إسرائيليون للموقع، إن "التنسيق العسكري والدبلوماسي الوثيق مع مصر هو أحد الشروط الأساسية للعمل العسكري الإسرائيلي في رفح، خاصة في ضوء نية إسرائيل السيطرة على ممر فيلادلفيا المتاخم للحدود بين قطاع غزة ومصر".
استعدادات لاجتياح رفح
في السياق عينه، ذكرت وسائل إعلام عبرية، الأربعاء، أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، زارا القاهرة للقاء رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، تمهيدًا لعملية برية في رفح جنوبي قطاع غزة.
وقالت قناة "كان" التابعة لهيئة البث الإسرائيلية: "زار رئيسا الأركان والشاباك القاهرة لإجراء محادثات مع رئيس المخابرات المصرية".
ولم تورد القناة مزيد من التفاصيل، حول هدف الزيارة، لكن إذاعة الجيش الإسرائيلي قالت إن زيارة هاليفي وبار إلى مصر جاءت استعدادا للعملية البرية الإسرائيلية المرتقبة في رفح.
وبينما لم يصدر تعقيب فوري من القاهرة، نفت مصر، مساء الثلاثاء، صحة تقرير صحفي أمريكي عن تداولها خططا عسكرية مع إسرائيل بشأن رفح.
وأكدت القاهرة رفضها التام لاحتمال اجتياح المدينة، وفق بيان رئيس هيئة الاستعلامات المصرية (تابعة للرئاسة) ضياء رشوان.
وأكد رشوان "الموقف المصري الثابت والمعلن عدة مرات من القيادة السياسية، بالرفض التام لهذا الاجتياح".
والثلاثاء، قالت هيئة البث إن الجيش الإسرائيلي يستعد لاجتياح رفح "قريبا جدا"، في عملية "تتضمن إخلاء أعداد كبيرة من السكان" وبموافقة أمريكية.
وتصر إسرائيل على اجتياح رفح بزعم أنها "المعقل الأخير لحركة حماس"، رغم تحذيرات دولية متزايدة من تداعيات كارثية، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح فيها.